الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا >>
قصائدالهبل
الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا
الهبل
- الحمد لله ؛ نلنا السؤلَ والأربا
- وأذهبَ اللهُ عنا الهمَّ والنصبا ؛
- بالعودِ من ناعطٍ لا كان من بلدٍ
- نلنا العناء به والهمَّ والكربا ؛
- متى أرى ناعطاً دونَ البلادِ وقد
- أذكر سنا البرق في أحشائها لهبا
- لا ينظر المرؤ منهُ قصدَ ناحية ٍ
- إلاّ رأى منه أو من أهله عجبا ؛
- قومٌ لهمْ خلقٌ تشقى العيونُ بها
- سودُ المعارف ؛ لا عجماً ولا عربا ؛
- وقد وجدتَ مكانَ القول ذا سعة ٍ
- فقلْ بما شئتَ ؛ لازوراً ولا كذبا ؛
- وقفْ أبثكَ بعضاً منْ عجائبه
- واسمع فعندي منهُ للسميع نبا
- جزنا به والشتا ملقٍ كلاكلهُ
- والبردُ من فوقه قد شقق الحجبا ؛
- في ليلة ٍ من جمادى ذات أندية ٍ
- لا ينظر المرؤ من ظلمائها الطنبا ؛
- لا ينبحُ الكلبُ فيها غيرَ واحدة ٍ
- حتى يلفّ على خشومهِ الذنبا
- قد نشر الجوُّ رايات الرياح بهِ
- وأرسل القرّ فيهِ عسكراً لجبا ؛
- وشنَّ غاراته حتى أثار به
- حرباً ضروساً تثير الويلَ والحربا ؛
- وغيم النقعُ من ركضِ الرياح بهِ
- حتى تقنع منه الجوّ وانتقبا ؛
- واستقبلتْ خيمَ الأجناد جاهدة
- في كسرِ كل عمودٍ كان منتصبا
- وأطفأت كلّ نارٍ في الخيام فلو
- أن الجحيمَ يلاقي بردها لخبا ؛
- والخيلُ خاشعة ُ الأبصارِ خاضعة ٌ
- لا تستطيع لما قد نالها هربا ؛
- ما يطرحونَ لها في الأرض من علفٍ
- إلاّ وراحَ بأيدي الريح منتهبا ؛
- وكلُّ شخص صريعٌ لا يطيقُ قوى
- قد لفتِ الريحُ منه الرأسَ والركبا ؛
- أما الطعامَ فمثل الماءِ في عدمٍ
- لا نستطيعُ له في حالة ٍ طلبا ؛
- ظللتُ أبكي ربيعاً في جوانبهِ
- حزناً وأنشدُ في أرجائه رجبا
- وقلتُ للركب هبوا لاَ أبا لكمُ
- قد جاء ما وعدَ الرحمن واقتربا ..
- فاسمعْ لشيءٍ يسيرٍ من عجائب لا
- تحصى ومن يدعي حصراً فقد كذبا .
- يا من صبا حين هبت في السحيرِ صبا
- ما أنتَ أولُ قلبٍ للنسيم صبا ؛
المزيد...
العصور الأدبيه