الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً >>
قصائدالهبل
أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً
الهبل
- أيا شرف الإسلام دمتَ مشرفاً
- ولا زال ذا فخرٍ برتبتك الفخرُ
- ألمْ ترَ أنّ المجد أتلعَ جيده
- لمجدك إذ أضحى وأنت له صدرُ ؛
- وأصبحَ منك الجود حاليَ نحرهِ ؛
- فلا مرّ عصر أنتَ فيه ولا دهرُ ؛
- حليتَ أزالاً إذ حللتَ بسوحها ؛
- ففي انفها شنفٌ وفي أذنها شذرُ ؛
- وصغتَ عقود النظمِ والنثر يافعاً
- فعادَ إلى ريعانه منهما العمرُ
- وقلدتَ القريض لآلئاً ؛
- ولا عجبٌ فالدرُّ معدنه البحرُ ؛
- وقد عمَّ منك الجود نجداً وغوره
- وأصبحَ سهلاً منْ هواطله الوعرُ ؛
- فجد لي بهاتيك الوريقات عاجلاً
- لأفعلَ فيها مثلما يفعل الهرُّ
- ولا غرو يا مولاي إن قرئتْ بأن
- تداولَ سمعَ المرء أنمله العشرُ
- فأجاب عليه بقوله
- أشهدٌ أتاني من نظامك أم خمرُ
- بفيّ برودٌ وهو في كبدي جمرُ
- زواهرُ أفقٍ أم أزاهرُ روضة ٍ
- أم الدرّ هاتيك العقود أمِ السحرُ
- طوتْ خبرَ الطائيّ حين نشرتها
- برقتها ؛ يا حبذا الطيُّ والنشرُ ؛
- فيا ما أحيلاها ؛ عروس بلاغة ٍ
- تجلت ؛ فحباتُ القلوب لها مهرُ ؛
- وغيداء لا ترضى النجوم قلائداً ؛
- وتأنفُ أن الشمس في أذنها شذرُ
- تحاكي الصبا لطفاً وزهر الربى شذى
- وتفعلُ بالألباب ما يفعل الخمرُ
- أجاد معانيها ووشى برودها ؛
- فتى ً ماجدٌ أضحى به يفخر الدهرُ ؛
- رقيق حواشي النظم والبارع الذي
- غدتْ غرة ً للدهرِ أيامه الغرُّ ؛
- تحكم في فنَّ البلاغة فاغتدى ؛
- له في المعاني الصعبة ِ النهيُ والأمرُ ؛
- وكم من عروض قال يشهد أنه الخليل
- و بحرٍ شاهدٌ أنه البحرُ
المزيد...
العصور الأدبيه