الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الهبل >> أفضْ عليكَ لبوسَ الصبر والجلدِ >>
قصائدالهبل
أفضْ عليكَ لبوسَ الصبر والجلدِ
الهبل
- أفضْ عليكَ لبوسَ الصبر والجلدِ
- فإنه الموتُ لا يبقي على أحدِ ؛
- وبالتجلدِ قابلْ كلَّ حادثة ٍ ؛
- إن لم يكنْ لكَ عند الخطبِ من جلدِ ؛
- إنَّ الذي يظهرُ الإنسان من جزعٍ
- أمرٌ ؛ إذا جاءَ أمر الله لم يفدِ
- فالموتُ أكؤسه لا بدّ دائرة ٌ
- لكلّ مقتربٍ منا ومبتعدِ ؛
- كلٌّ لهُ عمرٌ مفض إلى أجلٍ ؛
- متى أتى المرءَ ؛ لم ينقصْ ولم يزدِ ؛
- عمرُ الفتى حلبة ٌ والموتُ غايتها
- والمرؤ من موتهِ يسعى إلى أمدِ ؛
- وقد يهون ما في القلب من جزع
- أن لا بقاء لغير الواحد الصمد ؛
- يا درة َ العقد في آل المؤيد لم
- يتركْ مصابكِ من قلبٍ ولا كبدٍ
- لو كانَ يدفعُ منْ ماضي القضا عددٌ
- حطناكِ بالعددِ الموفورِ والعددِ
- لو أنه كانَ يرضي الموت فيكِ فدى ً
- إذاً فدنياكِ بالأهلين والولدِ
- لكنه الموتُ ؛ لا يرضيه بذلُ فدى
- ولاَ يصيخُ إلى عذلٍ ولا فندِ ؛
- ولا يرقّ لذي ضعفٍ وذي خورٍ
- ولا يحاذرُ بطشَ الفارسِ النجدِ
- يأتي الملوكَ ؛ ملوكَ الأرضِ مقتحماً
- ويخرجُ الشبلَ من عريسة ِ الأسدِ
- منْ للمساكين ؛ قد أصليتِ أكبدهمْ
- بلاعجٍ من ضرام الحزنِ متقدِ
- منْ للأراملِ ؛ تبكيكَ الدماءَ لما
- حملنَ بعدكِ من كربٍ ومن كمد ؛
- كمْ من فؤادٍ حيرانَ ملتهباً
- حزناً ومن مدمعٍ في الخدّ مطردِ ؛
- لا غرو إنْ متنَ منْ حزنٍ عليكَ فقد
- فقدنَ منكَ لعمري خيرَ مفتقدِ
- أما كرزئك ؛ لاّ واللهِ ما سمعتْ
- أذنٌ ولا دارَ في فكرٍ ولا خلدِ .
- رزوٌ غدا منهُ شملُ المجدِ منصدعاً
- وفتّ في ساعد العلياء والعضدِ ؛
- جلَّ المصابُ ؛ فما خلقٌ يقولُ إذنْ
- يا صبرَ اسعدْ ؛ ولا يا حزنُ قدك قدِ ؛
- وحسبنا أسوة ٌ طهو حيدرة ٌ
- والآلُ أجمعُ منْ داعٍ ومقتصدِ ؛
- فاصبرْ عمادَ الهدى للحكم محتسباً
- أجراً وسلمْ لأمرِ الواحد الصمدِ ؛
- فالصبرُ عقدٌ نفيسٌ مالهُ ثمنٌ
- ولا يكونُ لغير السيد السندِ ؛
- وما الرزية ُ يا مولايَ هينة ٌ ؛
- وإن أمرتَ بحسنِ الصبرِ والجلدِ
- لكن نسومكَ عاداتٍ عرفتَ بها ؛
- أنْ لستَ تلقي إلى حزنٍ غزا بيدِ ؛
- وليسَ مثلكَ منْ بالصبر نأمرهُ ؛
- فأنتَ الذي يهدي إلى الرشدِ ؛
- كم حادثٍ لا تطيقُ الشمُّ وطأتهُ ؛
- لاقيتهُ من جميل الصبرِ في عددِ .
- ألستَ من سادة ٍ شمًّ غطارفة ٍ
- أحيوا بوبل الندى الوكافِ كلَّ ندي ؛
- القومُ تضربُ أمثالَ العلى بهمُ
- بينَ البرية طراً آخرَ الأبدِ ؛
- المقدمونَ وأسدُ الغابِ خاضعة ٌ
- والباذلون الجود والأنواء لم تجدِ ؛
- غرٌّ رقوا من مراقي المجدِ أرفعها
- وقوموا كلَّ ذي زيغٍ وذي أودِ ؛
- واشكرْ لمولاك إذ أولاكَ عافية ً ؛
- لا زلتَ ترفلُ في اثوابها الجددِ
- وما بقيتَ لنا فالصدعُ ملتئمٌ ؛
- فأنتَ للدين مثلُ الروحِ للجسدِ
المزيد...
العصور الأدبيه