الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الرصافي البلنسي >> يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ >>
قصائدالرصافي البلنسي
يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ
الرصافي البلنسي
- يا عمروُ أينَ عُمَيْرٌ من كُدَى يَمَنٍ
- لقد هَوَتْ بكَ يا عمروُ الرياحُ وبي
- طولُ ارتحالٍ وأَحظٍ غيرُ طائلة ٍ
- وَغَيْبَة ٌ ناهَزَتْ عَشْراً مِنَ الحِقَبِ
- عادَ الحديثُ إِلى ما جرَّ أطيبهُ
- والشيءُ يبعثُ ذِكْرَ الشيء عَنْ سَبَب
- إيهٍ عن الكُدْيَة ِ البيضاء إنَّ لها
- هوى ً بقلبِ أخيكَ الوالهِ الوصبِ
- راوِحْ بنا السَّهْلَ من أَكْنافِهَا وَأَرِحْ
- ركابَنَا ليلهَا هذا مِنَ التَّعَب
- وَانْضَحْ جوانِبَها من مقليتكَ وَسَلْ
- عنِ الكثيبِ الكريمِ العهدِ في الكثُب
- وقلْ لسرحتهِ يا سرحة ً كرمتْ
- على أبي عامر : عزِّي على السحُبِ
- يا عذبة َ الماءِ والظلِّ أنعمي طفلاً
- حُيِّيتِ مُمْسِيَة ً مَيَّادَة َ القُضُب
- ماذا على ظِلِّكَ الألْمى وقد قَلَصَتْ
- أفياؤُهُ لو ضفَا شيئاً لمغتربِ
- أهكذا ينقضي نفسي لديك ظماً
- اللهَ في رمقٍ من جاركِ الجنبِ
- لولاكِ يا سرحَ لم نُبْقِ الفلا عُطُلاً
- من السرَى ، والدُّجَى خفاقة ُ الطنب
- ولم نَبِتْ نَتَقاضَى مِنْ مدامِعِنا
- ديناً لترْبكِ منْ رقراقِها السرِب
- أخاً إذا ما تَصَدَّى مِنْ هَوَى طَلَلٍ
- عُجْنا عليه فحيَّيْناهُ مِنْ كَثَبِ
- مستعطفينَ سخيَّاتِ الشؤونِ له
- حتى تحاكَ عليه نمرقُ العشبِ
- سلي خَميلَتَكِ الريَّا لأيَّة ِ ما
- كانتْ ترفُّ بها ريحانة ُ الأدَب
- عن فتية ٍ نزلوا عليا سرارتِها
- عفتْ محاسنهمْ إِلاَّ منَ الكتب
- محافظينَ على العليا وربتما
- هزوا السجايا قليلاً بابنة ِ العنب
- حتى إذا ما قضوْا من كأسِها وطراً
- وضاحكوها إِلى حدٍ من الطرَب
- راحوا رَواحاً وقد زِيدَتْ عمائمُهُمْ
- حِلْماً وَدارَتْ على أَبهى من الشُّهب
- لايُظْهِرُ السُّكْرُ حالاً من ذَوائِبِهِمْ
- إِلا التفافَ الصَّبا في أَلْسُنِ العَذَبِ
- المنزلينَ القوافي مِنْ معاقلها
- والخاضِدِينَ لديها شَوْكَة َ العَرَبِ
- غادَوْا بجلبتهمْ مِكْناسَة ً فَغَدَتْ
- بغرِّ تلك الحُلَى مَعْسُولة َ الحَلَبِ
- ولا كمكناسة ِ الزيتونِ من وَطَنٍ
- أحسنْ بمنظرها المربي على العجَب
- لو شئتَ قمتَ معي يا صاحِ ملتفتاً
- إلى سُوَيْقَة َ من غَرْبِيِّها الخَرِب
- هل الرياحُ مع الآصالِ ماسحة ٌ
- معاطفَ الهَدَفِ الممطورِ ذي وهل
- بِغُرِّ الليالي مِنْ مُعَرَّجَة ٍ
- على المَسِيْلَة ِ من لَيْلاتِها النُّخَبِ
- وهل صبيحاتُ أيامٍ سلفنَ بها
- يبدو مَساها ولو لمحَّا لِمُرتقِب
- من المقاري التي سالتْ لمبصرها
- مِنْ فِضَّة ٍ وَعشاياهُنَّ من ذَهَب
- بيضٌ مولعة ُ الأسدافِ عاطرة ٌ
- أَشْهَى من اللَّعَسِ المنضوخِ بالشَّنَب
- يا صاحبي ويدُ الأيام مثبتة ٌ
- في كلِّ صالحة ٍ سَهْماً من النُّوَب
- غضْ عبرتيكَ ولا تجزَعْ لفادِحة ٍ
- تعرُو فكلُّ سبيلٍ منْ سبيلِ أَبِ
المزيد...
العصور الأدبيه