الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الحداد القيسي >> هَيْهَاتِ ما تُغْني القَنَابِلُ والقَنَا >>
قصائدالحداد القيسي
هَيْهَاتِ ما تُغْني القَنَابِلُ والقَنَا
الحداد القيسي
- هَيْهَاتِ ما تُغْني القَنَابِلُ والقَنَا
- والمَشْرَفِيَّة ُ في مُلاَقَاة ِ المَنَى
- فعلام تستاق العتاق وإن جرى
- وَجَرَيْنَ جاهِدَة ً وَنَيْنَ وما وَنَى ؟
- وَعَلاَمَ تُجْتَابُ الدِّلاَصُ فإنَّها
- ليست موانع سمره أن تطعنا؟
- إنَّ المَنِيَّة َ ليس يُدْرَكُ كُنْهُها
- فَنَوَافِذُ الأفْهَامِ قد وَقَفَتْ هُنَا
- في كلِّ شَيءٍ للأنَامِ مُحَذِّرٌ
- وما كان حذره شعيب مدينا
- وحياتنا سفر وموطننا الردى
- لَكِنْ كَرِهْنا أَنْ نُحِلَّ المَوْطِنَا
- والعَيْشُ أضْنَكُ إنْ تَعَذَّرَ مَطْلَبٌ
- كم من ضناك في مطالبه ضنى
- وَلَرُبَّما أَعْطَى الزَّمانُ مَقَادَهُ
- لا تَيْأسَنَّ فَرُبَّ صَعْبٍ أَمْكَنَا
- لا بُدَّ أَنْ تَتْلُو الحياة َ مَنِيَّة ٌ
- مَنْ شَكَّ أَنَّ اليومَ يُزْجِي المَوْهِنَا؟
- لا تَرْجُ إبقاءَ البَقَاءِ على امرىء ٍ
- كُلُّ النُّفُوسِ تَحِلُّ أفنية َ الفَنَا
- تجد الحياة نفيسة ونفوسنا
- غُرَباءُ تَرْغَبُ عندها مُتَوَطَّنَا
- لو أنها شعرت لها وسقت درت
- أن الوفاة هي الحياة تيقنا
- لكنَّها عَمِيَتْ ولم تَرَ رُشْدَها
- ما كُلُّ مَنْ لَحَظَ الأمورَ تَبَيَّنَا
- فتبصرن مصاب سيدة الورى
- تبصر دناءة ذي الحياة وذي الدنى
- أَعْظِمْ به مِنْ حادثٍ جَبُنُوا له
- ما ظَنَّ قَبْلُ شُجَاعُهُمْ أنْ يَجْبُنَا
- وتروا وما علموا بوتر ضائعٍ
- مَنْ ذا يُطَالِبُ بالتِّرَاتِ الأزمُنَا؟
- ذابت سيوفهم أسى فظباتها
- تحكي المدامع والجفون الأجفنا
- وَتَقَصَّدَتْ أَرْمَاحُهُمْ إنْ لم تَكُنْ
- شجرا وشيك الموت منه يجتنى
- لم يذكروا إحسانهم إلا نسوا
- حسن العزاء وبعدها لن يحسنا
- فكأنما أنفاسهم ومقالهم
- نارٌ تُحَرِّقُ بَيْنَهُمْ عُودَ الثَّنَا
- ما جَفَّ مِنْ دَمْعٍ عليها مَدْمَعٌ،
- الحُزْنُ مَا وَالَى الدُّمُوعَ الهُتَّنَا
- أعقيلة الأملاك والملك الذي
- لَبِسَ السَّنَاءُ به جَلاَبِيبَ السَّنَا
- فَسَقَاكِ مِثْلَ نَدَاكِ أَوْ كَدُمُوعِنَا
- مُزْنٌ يُعِيدُ ثَرَاكِ رَوْضاً مُحْزَنَا
- إن كنت مت فذا أبنك الملك الذي
- يُحْيِي البَرَايَا والعَطَايَا والمُنَى
- كثرت محامده فحق بها أسمه
- وأَدَامَ إحْيَاءَ المَكَارِمِ فکكتَنَى
- فإذا بَنَى الأعداءُ هَدَّمَ ما بَنَوْا
- والدهر لا يستطيع يهدم مابنى
- يا أيها الملك الذي أوصافه
- تعيي البليغ ولا تطيع الألسنا
- إنْ كَانَ عُظْمُ الرُّزْءِ أَصْبَحَ كافِراً
- بتجلد لا تمس إلا مؤمنا
- صَبْراً وإنْ جَلَّ المُصابُ، وَسَلْوَة ً،
- فأليهما حكم الحجى أن تركنا
- والهر أهون أن يجيء بحادثٍ
- لم يَثْنِهِ حُسْنُ التَّجَلُّدِ أَهْوَنَا
- والبِرُّ يَقْضِي أنْ تكونَ مُعَظِّماً
- والحِجْرُ يقضي أن تكونَ مُهَوِّنَا
- فَلَئِنْ صَبَرْتَ فإنَّ فَضْلَكَ باهِرٌ
- ولَئِنْ حَزِنْتَ فَحُكْمُهُ أنْ تَحْزَنَا
المزيد...
العصور الأدبيه