الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> الحداد القيسي >> لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ >>
قصائدالحداد القيسي
لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ
الحداد القيسي
- لَعَلَّكَ بالوادي المُقَدَّسِ شاطىء ُ
- فكما لعنبر الهندي ما أنا واطئُ
- وإنِّيَ في رَيّاكَ واجِدُ رِيحِهِمْ
- فَرَوْحُ الهوى بين الجوانحِ ناشىء ُ
- ولِي في السُّرَى من نارِهِمْ وَمَنَارِهِمْ
- هداة حداة والنجوم طوافئُ
- لذلك ما حَنَّتْ رِكابِي وَحَمْحَمَتْ
- عِرَابي وأَوْحَى سَيْرُها المتباطىء ُ
- فهل هاجَها ما هاجَني؟ أو لعلَّها
- إلى الوَخْدِ من نيران وَجْدِي لواجىء ُ
- رويدا فذا وادي لبيني وإنه
- لَوِرْدُ لُبَانَاتي وإنِّي لَظَامِىء
- و يا حبذامن آل لبنى مواطن
- ويا حبذا من أرض لبنى مواطئُ
- ميادينُ تَهْيامِي وَمَسْرَحُ ناظِري
- فللشوق غايات به ومبادئُ
- ولا تحسبوا غيداًحمتها مقاصرُ
- فتلك قلوب ضمنتها جآجئُ
- وفي الكلة الزرقاء مكلوء عزة
- تَحِفُّ به زُرْقُ العوالي الكَوَالىء ُ
- محا ملة السلوان مبعث حسنه
- فكلٌّ إلى دِين الصَّبابة ِ صابِىء ُ
- تَمَنَّى مَدَى قُرْطَيْهِ عُفْرٌ توالِعٌ
- وَتَهْوَى ضِيا عَيْنَيْهِ عِيْنٌ جوازىء ُ
- وفي ملعب الصدغين أبيض ناصع
- تخَلَّلَهُ للحُسْنِ أحمرُ قانىء ُ
- أفاتكة َ الألحاظ، ناسكة َ الهوى ،
- ورعت , ولكن عينك خاطئً
- وآل الهوى جرحى ولكن دماؤهم
- دُمُوعٌ هوامٍ والجُرُوحُ مآقِىء
- فكيف أرفي كلم طرفك في الحشا
- وليس لتمزيق المهند رافئُ ؟
- ومن أين أرجو بُرْءَ نَفْسِي من الجَوَى
- وما كلُّ ذي سُقْمٍ من السُّقْم بارىء ُ؟
- وما ليَ لا أسمو مُراداً وهمّة ً
- وقد كَرُمَتْ نَفْسٌ وطابتْ ضآضىء ؟
- وما أخَّرَتْني عن تَنَاهٍ مبادىء ُ
- ولا قصرت بي عن تباهٍ مناشئُ
- ولكنَّه الدهرُ المُناقَضُ فِعْلُهُ
- فذو الفضل منحط وذو النقص نامئُ
- كأنَّ زماني إذ رآني جُذَيْلَهُ
- قلاني فَلِي منه عَدُوٌّ مُمالِىء
- فداريْتُ إعتاباً ودارأتُ عاتباً
- ولم يغنني أني مدارٍ مدارئُ
- فألقيْتُ أعباءَ الزمانِ وأهلَهُ
- فما أنا إلا بالحقائق عابئُ
- ولازمْتُ سَمْتَ الصَّمْتِ لا عن فدامة ٍ
- فلي منطقُ للسمع والقلب مالئُ
- ولولا عُلَى المَلْكِ کبنِ مَعْنٍ محمَّدٍ
- لما برحت أصدافهن اللآلئُ
- لآلىء ُ إلاَّ أنَّ فِكْرِيَ غائصٌ
- وعِلْمِيَ دأماءٌ وَنُطْقِيَ شاطىء ُ
- تجاوزَ حَدَّ الوَهْمِ واللَّحْظِ والمُنَى
- وأَعْشَى الحِجَى لألاؤه المتلالىء ُ
- فَتَتْبَعُهُ الأنصارُ وهي خواسِرٌ
- وتنقلبُ الأبصارُ وهي خواسىء ُ
- ولولاه كانت كالنسيء, وخاطري
- لها كفقيم ٍ للمحرم ناسئُ
- هو الحُبُّ لم أُخْرِجْهُ إلاَّ لمجدِهِ
- ومثلي لأعلاق النّفاسة خابئُ
- كأنَّ عُلاَهُ دولة ٌ أُمَويَّة ٌ
- وما نابَ من خَطْبٍ عُمَيْرٌ وضابىء ُ
- وإن يمسس العاصين قرحك آنفاً
- فأيدي الوغى عّما قليلٍ توالئُ
- عسوا فعصوا مستنصرين بخاذل
- وأخذل أخذ الحين مامنه لاجئُ
- وشهب القنا كالنّقب والنّقع ساطع
- هِناءً، وأيدي المُقرَباتِ هوانِىء ُ
- يُعَوِّدُ تَخضيبَ النُّصُولِ وإنْ رَأَى
- نصول خضابٍ فالدماء برايئُ
المزيد...
العصور الأدبيه