قصائدابن هانئ الأندلسي



كدأبكَ ابنَ نبيِّ اللهِ لمْ يزلِ
ابن هانئ الأندلسي



  • كدأبكَ ابنَ نبيِّ اللهِ لمْ يزلِ

  • قتلُ الملوكِ ونقلُ المُلكِ والدُّوَلِ

  • أينَ الفرارُ لباغٍ أنتَ مدركهُ

  • لأمِّهِ ملءُ كفّيها منَ الهبل

  • هيهاتَ يضحي منيعٌ منكَ ممتنعاً

  • ولو تَسَنّمَ روَقَ الأعصَم الوَعِل

  • ولو غدا بخُلوبِ اللّيثِ مُدَّرِعاً

  • أو باتَ بينَ نيوبِ الحيَّة ِ العصل

  • أمّا العَدُوُّ فلا تَحْفَلْ بمَهلكِهِ

  • فإنّما هو كالمحصُورِ في الطِّوَل

  • وأيُّ مستكبرٍ يعيا عليكَ إذا

  • قدتَ الصّعابَ قلا تسألْ عن الذُّلل

  • خافوكَ حتى تفادَوْا من جَوانِحِهم

  • فما يُناجُونَها من كثرَة ِ الوَهَل

  • ما يستقِرُّ لهُمْ رأسٌ على جَسَدٍ

  • كأنَّ أجسامهمْ يلعبنَ بالقلل

  • هذا المُعِزُّ وسيْفُ الله في يَدِهِ

  • فهلْ لأعدائهِ في اللهُ من قبلُ

  • وهذهِ خيلهُ غراً مسوَّمة ً

  • يخرجنَ منْ هبواتِ النقعِ كالشُّعل

  • إذا سَطا بادَرَتْ هامٌ مصارِعَها

  • كأنّما تتلقى الأرضَ للقبل

  • مُؤيَّداً باختِيارِ الله يَصْحَبَهُ

  • وليسَ فيما أراهُ الله من خَلَل

  • تخفى الجليّة ُ إلاّ عنْ بصيرتهِ

  • حتى يكونَ صوابُ القولِ كالخَطَل

  • فقد شهِدتُ له بالمُعجِزاتِ كما

  • شَهِدْتُ لله بالتّوحِيدِ والأزَل

  • فأبْلِغِ الإنسَ أنّ الجِنَّ ما وألَتْ

  • منه ولو حارَبَتْهُ الشمسُ لم تَئِل

  • عَتَوْا فغادرتَ في صَحرائهم رَهَجاً

  • يمتَدُّ منهُم على الأفلاكِ كالظُّلَل

  • سرى مع الشهبِ في عليا مطالعها

  • فكان أولى بأعلى الأفْق من زْحَل

  • داجٍ وما بحواشي الغَيم من طَحَل

  • أرْدَتْ سُيوفُك جِيلاً من فَراعِنَة ٍ

  • لمْ يفتأوا لقديمِ الدّهرِ كالجبل

  • همُ اسبدُوا بأسلابِ الليوثِ وهم

  • جَزّوا نواصي أهْلِ الخَيم والحُلَل

  • من عهد طالوتَ أو من قبله اضطرمتْ

  • تغلي مراجلهمْ غيظاً على الملل

  • لقد قصَمتَ من ابنِ الخَزْرِ طاغِية ً

  • صعبَ المقادة ِ إبّاءً على الجدل

  • إذ لا يزالُ مُطاعاً في عَشيرِتهِ

  • تلقى إليهِ أمورُ الزَّيغ والنَّحل

  • يكادُ يَعصي مَقاديرَ السّماءِ إذا

  • رمى بعينيهِ بينَ الخيلِ والإبل

  • حسمتَ منهُ قديمَ الدّاءِ متّصلاً

  • بالجاهليّة ِ لاهٍ بالعدى هزل

  • من جاحدي الدِّينَ والحقِّ المنير ومن

  • عادي الأئِمّة ِ والكُفّار بالرُّسُل

  • ومنْ جبابرة ِ الدُّنيا الذينَ خلوا

  • وأنزلَ اللهُ فيهمْ وحيهُ فتلي

  • أتاكَ يعلوهُ من عصياتهِ خفرٌ

  • حتى كأنّ بهِ ضَرْباً من الخَجَل

  • يديرهُ الرُّمحُ مهتزّاً بلا طربٍ

  • إلى الكتائبِ مفترّاً بلا جذّل

  • مُرَنَّحاً من خُمار الحَتْفِ صَبَّحَهُ

  • و ليسَ يخفى مكانُ الشاربِ الثمل

  • كأنما غضَّ جفنيه الأزومُ على

  • صَدرِ القَناة ِ أوِ استَحْيا من العَذَل

  • وما نظرتَ إليهِ كلّما جعلتْ

  • تمْتَدُّ منه برأسِ الفارسِ الخَطِل

  • إلاّ تَبَيَّنْتَ سِيما الغَدْرِ بَيّنَة ً

  • عليهِ والكفرِ للنّعماءِ والغيل

  • تُصْغي إليه قُطوفُ الهامِ دانِيَة ً

  • وإنَّ أسماعها عنهُ لفي شغل

  • برْزٌ بصفحَتِهِ لولا تَقَدُّمُهُ

  • لمْ يعرف الليثُ بينَ الضَّبِ والورل

  • إذا التقى رأسهُ علواً وأرؤسهمْ

  • سُفْلاً رأيتَ أميراً قائمَ الخَوَل

  • لو كان يُبصرُ مَن لُفّتْ عَجاجتُهُ

  • رأى حواليهِ آجاماً منَ الأسل

  • ولو تأملَ منْ ضمّتْ حريبتهُ

  • لقسّمَ الطرفَ بينَ الفجع والثَّكل

  • لمْ يلقَ جالوتُ من داوودَ ما لقيتْ

  • شراتهُ منكَ في حلٍّ ورحل

  • فمِنْ ظُباكَ إلى عَليا قَناكَ إلى

  • نارُ الجحيمِ فما يخلو منَ النَّقل

  • قل للبرِيّة ِ غُضّني من عِنانِكِ أو

  • سيري لشأنكِ ليسَ الجدّ كالهزل

  • لمْ ألقَ في النَّاسِ مجهولَ البصيرة ِ أو

  • مُسَوِّفاً نفسَه قولاً بلا عمَل

  • لم أثْقَفِ المرءَ يَعْصي مَن هداه ومَن

  • نجّاه من عثراتِ الدَّحْض والزَّلل

  • قدْ قرَّ كرسيُّ عدنانٍ ومنبرها

  • بفاتِحِ المُدْن قسراً مؤمن السبُل

  • من لا يرى العزمَ عزماً يستقادُ لهُ

  • إذا جبالُ شرورى منهُ لم تزل

  • من صغّرَ المشرقينِ الأعظمين إلى

  • من فيهما من مليكِ الأمر أو بطل

  • وطبّقَ الأرضَ من مصرٍ إلى حلبٍ

  • خيلاً وَرجُلاً ولفَّ السهْل بالجبل

  • و أوردتْ خيلهُ ماءَ الفراتِ فما

  • صدَرْنَ حتى وَصَلْنَ العَلَّ بالنهَل

  • حتى إذا ضاق ذَرْعُ القوْم وافترقوا

  • في الذلِّ فِرْقَينِ من بادٍ ومُمتثل

  • وعادَ طُولُ القَنا في أرضِهمْ قِصَراً

  • وأنفدوا كلَّ مذخورِ من الحِيَل

  • ألقوا بأيديهمْ منه إلى سببٍ

  • بينَ الإله وبينَ النَّاس متّصل

  • فإن يكُنْ أوْسَعَ الأملاكِ مَغفِرَة ً

  • فالسيْفُ يسقُطُ أحياناً على الأجَل

  • وإنْ يكن عقلُ من ناواه مختبلاً

  • فإنّ للنَّصْلِ عَقلاً غيرَ مُختَبَل

  • وليسَ ينكرُ من هادٍ لأمّتهِ

  • غولُ المواحيدِ للبقيا على الجمل

  • فلا يسغُ للورى إمهالهُ كرماً

  • فإنّما تُدرَكُ الغاياتُ بالمُهَل

  • ولا يُسيئَنَّ ذو الذنبِ الظُّنونَ بهِ

  • إذا استقادَ له في ثوبِ مُنتَصل

  • فلا عجيبٌ بمن أبقتْ ظباهُ على

  • ملوكِ مِصرَ أنِ استبقَى ولم يَغُل

  • فلستَ من سُخطهِ المُردي على خطَرٍ

  • ما دُمتَ من عَفوِهِ المُحيي على أمَل

  • لعلَّ حلمكَ أملى للّذينَ هووا

  • في غيّهمْ بينَ معفورٍ ومنجدل

  • فلا شفى داءهم إلاّ دواؤهمُ

  • والسيْفُ نِعْمَ دَواءُ الداء والعِلل

  • لم يُترَكِ اليومَ منهم غيرُ شِرذِمَة ٍ

  • لو أنّهم إثمِدٌ ما حُسَّ في المُقَل

  • لو بعضَ ما باتَ يطوي في جوانحهم

  • يسمو لغيلانَ لم يربع على طلل

  • فَرغتَ للحج من شُغل الهِياجِ فلوْ

  • سألتَ مكّة قالتْ هيْتَ فارتحِل

  • وكانَ في الغربِ داءٌ فاتقاكَ لهُ

  • برأسِ كلِّ فلانٍ في العدى وفل

  • فقدْ توطَّدَ أمرُ الملكِ فيهِ وقدْ

  • نَدَبْتَ نَدْباً إليه غيرَ مُتَّكِل

  • لمّا شددتَ بعبدِ الهِ عروتهُ

  • أعززتَ منه مصونَ العرض لم يذل

  • عرفتَ في كلِّ صنع الله عارفة ً

  • فما تهمُّ بفعلٍ غيرِ منفعل

  • ولاختياركَ فضْلُ الوَحي إنّك لا

  • تأتي المآتي إلاّ من علٍ فعل

  • مُستهدِياً بدَلِيلِ الله تَتبعُهُ

  • وقادحاً لزِنادِ الحِكمة ِ الأوَل

  • وإنْ ملكاً أقرَّ اللهُ قبتهُ

  • بابنِ الإمامِ لَمُلْكٌ غيرُ منتقِل

  • لو نازعَ النّجمَ ما أعياه منزلهُ

  • أو نازَلَ القَدَر المقدورَ لم يُهَل

  • قد فِئتَ من بركاتِ الأبطحيِّ إلى

  • ما لا يفيءُ إليه الظِّلُّ في الأُصُل

  • توالتْ الباقياتُ الصّالحاتُ لهُ

  • تَواليَ الدِّيَمِ الوكّافة ِ الهَطِل

  • ألَيسَ أوّلَ ما ساس الأمور أتَتْ

  • عَفواً بما كان لم يَحسَبْ ولم يَبخَل

  • فالفَتْحُ من أوَّل النعمى به ولَهُ

  • عَواقبٌ في بَني مَروانَ عن عَجَل

  • بريحهِ أردتِ الهيجا بني خزرٍ

  • وباسمهِ استظهرتْ في الغزو والقفل

  • فإن تَكِلْهُ إلى ماضي عزائِمِهِ

  • تكلهُ منها إلى الخطّيّة ِ الذّبل

  • مهما أقامَ فذو التّاجِ المقيمُ وإن

  • تَلاكَ رَيثاً فبعدَ المشهدِ الجَلل

  • وبعد توطيدِ مُلكِ المَشرقينِ لِمَنْ

  • ثوى وأمْن العذارى البيض في الكِلَل

  • إذا نَظَرْتَ إليْه نَظْرَة ً دَفَعَتْ

  • إليك شِبهَكَ في الأشْباهِ لم يفِل

  • ترى شمائلَ فيهِ منكَ بيّنة ً

  • لم تنْتَقِلْ لكَ عن عَهدٍ ولم تَحُل

  • كما رأى الملكُ المنصورُ شيمتهُ

  • تَبدُو عليك من المنصور قبل تَلي

  • الآنَ لذِّتْ لنا مصرٌ وساكنها

  • وللسَّوابِحِ والمَهْرِيّة ِ الذُّمُل

  • ما مكثنا معشرَ العافين إنّ لنا

  • في البينِ شغلاً عن اللذّاتِ والغزل

  • فليتَنَا قد أرَحْنا هَمَّ أنفُسِنَا

  • أو استراحتْ مطايانا منَ العقل

  • ليعقدَ التّاجَ هذا اليومُ مفتخراً

  • إن كان تُوِّجَ يوْمٌ سائرُ المَثَل

  • ألا تَخِرُّ لهُ الأيّامُ ساجِدَة ً

  • إذْ نالَ مَكرُمَة ً أعيَتْ فلم تُنَل

  • تكنّفتهُ المساعي فهو يرفلُ من

  • وَشْيِ الرّبيعِ وَوَشْي المجد في حُلَل

  • فيهِ الربيعانِ من فصلِ الرّبيعِ ومنْ

  • وقائع النصر تشفي من جَوى الغُلَل

  • فقلْ إذا شئتَ في الدُّنيا وبهجتها

  • وقلْ إذا شئتَ في السّرّاءِ والجذل

  • ما أخَّرَ الله هذا الفَتحَ منذُ نَما

  • إلاّ ليَصْحَبَهُ بالعِدَّة ِ الكَمَل

  • فيَقرنَ الفصْل بالحَفل الجميع ضُحى ً

  • وتُحْفَة َ الحربِ بالأسلوبِ والنَّفَل

  • تَجَمَّعَ السَّعْدُ والإبّانُ فاتّفَقَا

  • وزهرة ُ العيشِ تتلو زهرة َ الأملِ

  • ومَشهَدُ الملكِ طلقاً والسجودُ إلى

  • شمسِ الهدى واتّصال الشمس بالحمل

  • فما تكاملَ من قبلي لمرتقبٍ

  • إذناً ولا لخطيبٍ ما تكامل لي



أعمال أخرى ابن هانئ الأندلسي



المزيد...

العصور الأدبيه

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !

اغرب الرياضات في العالم لم تسمع عنها من قبل !



أهم 12 نصيحه عند شراء شقتك بالتقسيط