الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن هانئ الأندلسي >> قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ >>
قصائدابن هانئ الأندلسي
- قلْ للمليكِ ابنِ الملوكِ الصِّيدِ
- قوْلاً يَسُدُّ عليه عَرْضَ البيدِ
- لِهفي عليكَ أما ترِقُّ على العُلى
- أم بينَ جناحتيكَ قلبُ حديد
- ما حقُّ كفكَ أن تمدَّ لمبضعٍ
- من بعد زعزعة ِ القنا الاملود
- ما كان ذاك جزاؤها بمجالِهَا
- بينَ النَّدى والطعنة ِ الاخدود
- لو نابَ عنها فصدُ شيءٍ غيرها
- لوقيتُ معصمها بحبل وريدي
- فارْدُدْ إليك نجيعَها المُهْراق إنْ
- كان النجيعُ يُرَدُّ بعدَ جُمود
- أو فاسقنيهِ فإنّني أولى به
- من أن يراقَ على ثرى ً وصعيد
- ولئِنْ جرى من فضَّة ٍ في عسجدٍ
- فبغيرِعلم الفاصدِ الرَّعديد
- فصدتكَ كفّاهُ وما درتا ولو
- يَدْري غَداة َ المشهد المشهود
- أجرى مباضعهُ على عاداتها
- فجَرَتْ على نهجٍ من التّسديد
- واعْتاقَهُ عن مَلكِها الجزَعُ الذي
- يعتاقُ بطشة َ قرنكَ المرّيد
- قد قلتُ لآسي حنانك عائداً
- فلقَد قَرَعْتَ صَفاة كلِّ ودود
- أوَ ما اتَّقَيْتَ الله في العضْوِ الذي
- يَفديه أجمعُ مُهجة ِ الصِّنديد؟
- أوما خشيتَ من الصّوارمِ حوله
- تهتزُّ من حنقٍ عليكَ شديد
- أوَلم تُهلْ من ساعِد الأسَدِ الذي
- فيهِ خضابٌ من دماءِ أسود
- و لما اجترأتَ على مجسَّة كفِّه
- إلاَّ وأنتَ من الكُماة الصيِّد
- وعلامَ تفْصِدُ منَ جرى َ من كفِّه
- في الجود مثلُ البحرِ عامَ مُدود؟
- فبحسبه ممّا أرادوا بذلَهُ
- في المجدِ نفسُ المتعَب المجهود
- قالوا دواءٍ نبتغي فأجبتهمْ
- ليسَ السَّقامُ لمثِلهِ بعَقِيد
- لمَ لا يداوي نفسه من جودهِ
- مَن كان يمكنُه دواءُ الجود؟
- ما داؤهُ شيءٌ سوى السرفِ الذي
- يمضي وماالإسرافُ بالمحمودِ
- عشقَ السَّماحَ وذاكَ سيماه وما
- يخفى دليلُ متيَّمٍ معمود
- إنَّ السقيمَ زمانُهُ لا جسمُهُ
- إذ لا يجئُ لمثله بنديد
- قعدَ الزّمانُ عن المكارم والعلى
- إنَّ الزّمان السَّوءَ غيرُ رشيد
- حسبي مدى الآمال يحيى إنّه
- أمْنُ المَرُوعِ وعصْمة ُ المنجود
- لقد اغتدى َ والمجد فوق سريره
- والغيثُ تحت رِواقِهِ الممدود
- أوحَشتنَا في صدرِ يوْمٍ واحِدٍ
- وفّيتَ حقَّ النقض والتوكيد
- و أقلُّ منهُ ما يضرّمُ لوعتي
- و يحول بين الصَّبرِ والمجلود
- لمَ لا وقد ألبستني النِّعمَ التي
- لم تبقِ لي في النَّاسِ غير حسود
- حمَّلتني ما لا أنوءُ بحملهِ
- إلاّ بعونِ اللَّه والتَّأييد
- لولا حياتُكَ ما اغتبطتُ بعيشة ٍ
- و لو أنَّني عمِّرتُ عمرَ لبيد
- هدى السلامُ لك السلامَ وإنّما
- عيشُ الودودِ سلامة ُ المودود
- أوَما ترى الأعمارَ لو قسمت على
- قدرِ الكرامِ لفزتَ بالتَّخليدِ؟
- أنتَ الذي ما دام حيّاً لم يكُنْ
- في الملكِ من أمتٍ ولا تأويد
- ما للسهامِ ولا الحمامِ ولا لما
- تمضيه في العزماتِ من مردود
- ولقد كفيتَ فكنتَ سيفاً ليس بالنـ
- ـبي ورُكنْاً ليسَ بالمهدود
- و إذا نظرتَ إلى الأسنَّة ِ نظرة ً
- ألقَتْ إليكَ الحْربُ بالإقليد
- وإذا ثنَيْتَ إلى الخلافة اصبعاً
- وفَّيتَ حقَّ النَّقد والتوكيد
- و إذا تصفَّحتَ الأمورَ تدبُّراً
- خيِّتَ في التَّوفيق والتَّسديد
- و إذا تشاءُ بلغتَ بالتَّقريبِ ما
- لا يبْلُغُ الحكماءُ بالتبعيد
- وقبضتَ أرواحَ العِدى وبسَطْتَها
- ما بينَ تليينٍ إلى تشديد
- و لقد بعدتَ عن الصِّفاتِ وكنهها
- و لقد قربتَ فكنتَ غيرَ بعيد
- فكأنّكَ المقدارُ يعرفُه الورى
- من غيرِ تكييفٍ ولا تحديد
- كلُّ الشهادة ممكنٌ تكذيبُها
- إلاّ ببأسِكَ والعُلى والجُود
- كلُّ الرجاءِ ضلالة ٌ ما لم يكن
- في اللَّهِ أو في رأيكَ المحمود
- لا حكمة ٌ مأثورة ٌ ما لم تكنْ
- في الوحي أو في مدحك المسرود
- لم يَدَّخرْ عنك المديحَ الجَزْلَ مَن
- وفّاكَ غايتهُ من المجهود
- ولما مدحْتُكَ كي أزيدك سودداً
- هل في كمالك موضعٌ لمزيد
- ما لي وذلك والزّيادة عندهم
- في الحدِّ نقصانٌ من المحدود
- أثني عليك شهادة ٌ لك بالعلى
- كشهادتي للّه بالتّوحيد
المزيد...
العصور الأدبيه