الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن هانئ الأندلسي >> فتكاتُ طرفكِ أم سيوفُ أبيكِ >>
قصائدابن هانئ الأندلسي
- فتكاتُ طرفكِ أم سيوفُ أبيكِ
- وكؤوسُ خمرٍ أم مَراشفُ فيكِ
- أجلادُ مرهفة ٍ وفتكُ محاجرٍ
- ما أنتِ راحمة ٌ ولا أهلوك
- يا بنتَ ذا السّيفِ الطّويلِ نجادهُ
- أكذا يجوزُ الحكمُ في ناديكِ
- قد كانَ يدعوني خيالكِ طارقاً
- حتى دعاني بالقَنا داعيكِ
- عَيناكِ أم مغناكِ مَوْعِدُنا وفي
- وادي الكرى نلقاكِ أو واديكِ
- منعوكِ من سِنة الكرى وسرَوْا فلوْ
- عثروا بطيفٍ طارقٍ ظنُّوك
- وَدَعَوْكِ نَشوَى ما سقوكِ مُدامة ً
- لمّا تمايل عطفكِ اتهموكِ
- حسبُ التّكحُّلَ في جفونك حلية ً
- تاللهِ ما بأكفّهم كحلوك
- وجَلَوْكِ لي إذْ نحن غُصْنا بانَة ٍ
- حتى إذا احتَفَلَ الهَوى حَجَبوك
- ولوى مقبّلكِ اللّثام وما دروا
- أن قد لثمتُ به وقبِّلَ فوك
- فضَعي اللِّثامَ فَقَبل خَدّك ضُرّجَتْ
- راياتُ يحيى بالدّم المسفوك
- يا خيله لا تسخطي عزماته
- ولئن سَخِطْتِ فقلّما يُرضيك
- إيهاً فمِن بين الأسنَّة ِ والظُّبَى
- إنَّ الملائكة ََ الكرامَ تليك
- قد قلّدَتْكِ يدُ الأميرِ أعِنّة ً
- لِتخايَلي وشكائماً لِتَلُوكي
- وحماكِ أغمارَ المواردِ أنّهُ
- بالسَّيفِ من مهج العدى ساقيك
- عوجي بجنحِ الليل فالملكُ الّذي
- يهدي النجومَ إلى العُلى هاديك
- رَبُّ المَذاكي والعَوالي شُرّعاً
- لكنّهُ وَتْرٌ بغيرِ شريك
- هو ذلك الليْثُ الغٍضَنْفَرْ فانجُ من
- بطشٍ على مهجِ اللّيوثِ وشيكِ
- تلقاهُ فوقَ رحالهِ وأقبّلَ
- تلقاه فوق حشيّة ٍ وأريك
- تأبى لهُ إلاّ المكارمَ يشجبٌ
- تأبى سنامَ المجدِ غيرَ تموك
- بيتٌ سما بكَ والكواكبُ جنّحٌ
- من تحتِ أبنِيَة ٍ له وسُمُوك
- كذَبَتْ نفوسَ الحاسدينَ ظنونُها
- من آفكٍ منهم ومن مأفوك
- إنّ السّماءَ لَدُونَ ما ترْقى له
- والنّجمُ أقربُ نهجكَ المسلوك
- عاودتَ من دارِ الخلافة ِ مطلعاً
- فطلعتَ شمساً غيرَ ذاتِ دلوك
- ورأى الخليفة ُ منك بأسَ مُهَنَّدٍ
- بيديهِ من روحِ الشُّعاعِ سبيك
- وغدتْ بكَ الدُّنيا زبرجدة ً جلت
- عن ثغْرٍ لؤلؤة ٍ إليك ضَحُوك
- يَدُكَ الحميدة ُ قبل جودك إنها
- يدُ مالكٍ يقضي على مملوك
- صدَقَتْ مُفَوَّفَة َ الأيادي إنما
- يوماكَ فيها طرَّة َ درنوك
- الشِّعرُ ما زُرّتْ عليك جُيوبُهُ
- من كلِّ مَوْشيِّ البديعِ مَحوك
- والفتكُ فتكٌ في صميمِ المالِ لا
- ما حدَّثوا عن عروة َ الصُّعلوك
- وأرى الملوكَ إذا رأيتكَ سوقة ً
- وأرى عُفاتكَ شوقَة ً كمُلوك
- الغيثُ أوّلهم وليْسَ بمُعْدِمٍ
- والبحرُ منهمُ وهو غير ضريك
- أجريتَ جودكَ في الزّلالِ شاربٍ
- وسبكته في العسجدِ المسبوك
- لا يَعْدَمَنّكَ أعوَجيٌّ صَعَّرَتْ
- عاداتُ نصرك منه خدَّ مليك
- من سابحٍ منها إذا استحضرتهُ
- ربذِ اليدين وسهلبٍ محبوك
- قَيدِ الظَّليمِ مخبِّرٍ عنْ ضاحِكٍ
- من بيض أدحيِّ الظّليم تريك
- لو تأخذوا الحسناءُ عنهُ خصالها
- ما طالَ بَثُّ مُحِبِّها المفروك
- أو كان سُنبُكُهُ الدّقيقُ بكفّهَا
- نَظَمَتْ قلائدَهَا بغيرِ سُلوك
- لك كلُّ يوم لو تقدَّم عَصرهُ
- لم يلهجِ العدويُّ باليرموك
- وقعاتُ نصرٍ في الأعادي حدَّثتْ
- عن يوم بدرٍ قبلها وتبوك
- هل أنتَ تاركُ نصل سيفك حقبة ً
- في غمده أم ليس بالمتروك
- لو يستطيعُ اللّيلُ لاستعدى على
- مسراكَ تحتَ قناعهِ الحلكوك
- لاقيتَ كلَّ كتيبة ٍ وفللتَ كلَّ
- ضريبة ٍ وألنتَ كلَّ عريك
المزيد...
العصور الأدبيه