الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن هانئ الأندلسي >> فتقتُ لكمْ ريحُ الجلادِ بعنبرِ >>
قصائدابن هانئ الأندلسي
- فتقتُ لكمْ ريحُ الجلادِ بعنبرِ
- وأمدكمْ فلقُ الصّباحِ المسفرِ
- وجَنَيْتُمُ ثَمَرَ الوقائِعِ يانَعاً
- بالنصر من وَرَق الحديدِ الأخضَر
- وضربتُمُ هامَ الكُماة ِ ورُعْتُمُ
- بيضَ الخدودِ بكلِّ ليثٍ مخدرِ
- أبني العوالي السّمهرية ِ والسيو
- فِ المشرفية ِ والعديدِ الأكثرِ
- منْ منكمُ الملكُ المطاعُ كأنهُ
- تحتَ السَّوابعُ تبّعٌ في حمير
- كلُّ الملوكِ من السروجِ سواقِطٌ
- إلا المُمَلَّكَ فوق ظهرِ الأشقر
- القائدَ الخيلِ العتاقِ شواذباً
- خُزراً إلى لَحْظِ السِّنان الأخزر
- شُعْثَ النَّواصي حَشرة ً آذانُها
- قُبَّ الأياطِلِ ظامِياتِ الأنْسُر
- تنبو سنابكهنَّ عنْ عفرِ الثرى
- فيطأنَ في خدِّ العزيزِ الأصعر
- جيشٌ تَقَدَّمهُ اللُّيوث وفوقها
- كالغيلِ منْ قصبِ الوشيجِ الأسمر
- وكأنّما سَلَبَ القَشاعِمِ رِيشَها
- مما يَشُقُّ من العَجاج الأكدر
- وكأنما اشتملتْ قناهُ ببارقٍ
- متألقٍ أو عارضٍ مثعنجرِ
- تمتَدّ ألسِنَة ُ الصَّواعقِ فوقَهُ
- عن ظُلَّتَيْ مُزْنٍ عليه كنَهْور
- ويقودهُ الليثُ الغضنفرُ معلماً
- من كلِّ شَثْنِ اللِّبْدَتينِ غضنفَر
- نَحَرَ القَبولَ من الدَّبورِ وسار في
- جَمْعِ الهِرَقْل وعزمة ِ الاسكندر
- في فِتية ٍ صَدَأُ عبيرُهم
- وخَلوقُهم عَلَقُ النجيعِ الأحمر
- لا يأكلُ السَّرحانُ شلو طعينهم
- مما عليهِ منَ القنا المتكسِّر
- أحلافُنَا مكأنَّنا منْ نِسْبَة ٍ
- في عبقريِّ البِيدِ جِنّة ُ عَبْقَر
- يَغشَونَ بالبِيدِ القِفارِ وإنّمَا
- تلدُ السّبنتى في اليبابِ المقفر
- قد جاوروا أجَمَ الضّواري حولهم
- فإذا همُ زأروا بها لم تَزْأرِ
- ومَشَوْا على قِطَعِ النفوسِ كأنّما
- تمشي سنابكُ خيلهم في مَرمَر
- قوْمٌ يبِيتُ على الحَشايا غيرُهُمْ
- ومبيتهمْ فوقَ الجيادِ الضّمرِ
- وتظَلُّ تسبَحُ في الدماء قِبابُهُمْ
- فكأنهنَّ سفائنٌ في أبحر
- فحِياضُهم من كلِّ مهجة ِ خالعٍ
- وخيامُهم من كلِّ لِبدَة قَسْوَر
- من كلِّ أهرتَ كالحٍ ذي لِبْدة ٍ
- أو كلَّ أبيضَ واصحٍ ذي مغفرِ
- حيٌ منَ الأعرابِ إلاّ أنهمْ
- يردونَ ماءَ الأمنِ غيرمكدَّر
- راحوا إلى أُمِّ الرِّئالِ عشية ٍ
- وغَدَوْا إلى ظبْي الكثيبِ الأعفر
- طَردوا الأوابِدَ في الفدافِد طَردَهم
- للأعْوَجِيَّة في مجالِ العِثْيَرْ
- رَكِبوا إليها يومَ لَهْوِ قنيصهمْ
- في زيّهمْ يومَ الخميس المصحر
- إنّا لتجمعُنا وهذا الحيَّ من
- بكرٌ أذمَّة ُ سالفٍ لمْ تخفر
- ولداتنا فكأننا من عنصر
- اللابسينَ من الجلادِ الهبوَ ما
- أغناهُمُ عن لأمَة ٍ وسَنَوَّر
- لي منهمُ سيفٌ إذا جردتهُ
- يوماً ضربتُ بهِ رقابَ الأعصر
- وفتكتُ بالزَّمَنِ المُدجَّجِ فتْكَة َ
- البَرّاضِ يومَ هجائن ابنِ المُنذر
- صَعْبٌ إذا نُوَبُ الزمان استصعبتْ
- متنمّرٌ للحادثِ المتنمّر
- فإذا عفا لمْ تلقَ غيرَ مملَّكٍ
- وإذا سطا لمْ تلقَ غيرَ معفَّر
- وكفاكَ من حُبِّ السماحَة ِ أنّهَا
- منهُ بموضعِ مقلة ٍ من محجرِ
- فغمامهُ من رحمة ٍ وعراصهُ
- من جنَّة ٍ ويمينهُ من كوثرُ
المزيد...
العصور الأدبيه