الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> يا طالب الجود لا تتعب أمانيكا >>
قصائدابن نباتة المصري
- يا طالب الجود لا تتعب أمانيكا
- فقد تغيب نجمٌ كان يهديكا
- ويا فتى القصد يروي عن غمام يدٍ
- فلك الذي كان ترويه ويرويكا
- إنا الى الله من دهياء قد جعلت
- معنى التصبر بين الناس متروكا
- و حسرة ثنت الأجفان جارية
- والقلب تحت أسار الحزن مملوكا
- آهاً لفقدك نجم الدين من رجلٍ
- لو أن آهاً تروي غلتي فيكا
- أرعى النجوم لعلي أن أراك بها
- لا بالثراء وقبل أن أراعيكا
- و أسكب الدمع محمراً كأني قد
- أجريت ذائب ما أعطيت مسبوكا
- من لي بنفس يكون الخطب قابلها
- فكنت أفدي حمى العليا وأفديكا
- مالي اناديك والنعماء صامتة
- وما عهدتك تلقى من يناديكا
- هذا الغياب الذي قد كنت أحسبه
- حتى أكاد قبيل الفقد أبكيكا
- لهفي عليك لفضل ماتركت به
- في القول فضلا ولا في الخلق صعلوكا
- لهفي عليك لبيت قد تحيّفه
- عروض دهر فأضحى البيت منهوكا
- لهفي عليك لأحكام مسددة
- تدني إلى الغرض الاقصى مراميكا
- لهفي عليك لآداب مهذبة
- لحظاً يراعيك أو لفظاً يناجيكا
- إن يفقد المستفيد العلم من كلم
- ملكاً فقد فقد الصوفيّ تسليكا
- من للفضائل تحلوها لهاك لنا
- وللفواصل تجلوها مساعيكا
- من للقصائد يستوفي موازنها
- فيض الندى وهو من جدوى معانيكا
- من للمعاني التي صيرت غايتها
- للأسر عتقاً وللأحرار تمليكا
- فمن يجاريك يعرف قدر ما فقدت
- منك الأنام وقل لي من يجاريكا
- قالوا السراة كثير حين تخبرهم
- الآن يبصر من يسري مساريكا
- ماكان ضر المنايا في تقبلها
- لو تستبيح بني الدنيا وتخطيكا
- يا غائباً ولهى كفيه حاضرة
- مهما سلوت فلا والله أسلوكا
- اني لأذكر للاحسان مرّ يدٍ
- فكيف أنسى وقد حلّت أياديكا
- واخجلتا لمقام قد حضرت به
- وما سقاني بكاس الموت ساقيكا
- و في لك الجود لما صح ذينكما
- نعم ومالخل إلا من يوافيكا
- و أصبحت قضب الاسلام ناكسة
- شعثاً محاسنها تحكي مساويكا
- كانت عواليَ يستكفي الزمان بها
- ثم انقضت فروينا عن عواليكا
- ما كنت إلا غماماً زال عن أفق
- من بعد ما كفت الدنيا غواديكا
- وطود حلم هوى من بعد ما زحمت
- وكرُ السما ونسريها معاليكا
- تلقى أعاديك بالإحسان مبتسماً
- حتى يكاد وليٌ أن يعاديكا
- وتحمل الأمر قد أنضت فوادحه
- صمّ الجبال ولكن ليس ينضيكا
- لو شكّ طرف امريء في الشمس طالعة
- لم يبق في فضلك الوضاح تشكيكا
- ولو حمى المرء من موت صنائعه
- لأقبلت من فجاج الأرض تحميكا
- هذي وفودك قد أمت ثراك كما
- أمت بعين الندى قدماً معانيكا
- قاموا يعزون فيك اليوم أنفسهم
- وقمتُ في الجود والعليا أعزيكا
- أمرّ بالربع والأجفان تنشده
- بليت ياربع حتى كدت أبكيكا
- كأنّ بابك لم تحفل مواكبه
- وبرق بشرك لم يحلب عزاليكا
- بعدا ليومك ما أبكى نواك وما
- أحلى لمطلب النعمى مجانيكا
- حسّت دمشق وفاضت نفسها أسفا
- أما ترى محلها بالمحل مسفوكا
- كانت أياديك من بين البلاد بها
- ستراً فأصبح ذاك الستر مهتوكا
- اذا شدا الطير شقّ الزهر من أسفٍ
- ثيابه فكأن الطير يرثيكا
- لا تبعدن فلا لاقيت مغربة ً
- ولا سلكت طريقاً ليس مسلوكا
- ولا انثنيت قصيّ الدار محتجناً
- إلا وشخص بنيك الطهر يدنيكا
- جادت ضريحك أخلاف الغمام ولا
- زالت تجرّ ذيولاً فوق ناديكا
- ما أنت ميت وهذا الذكر منتشرٌ
- وانما نحن موتى من تناسيكا
المزيد...
العصور الأدبيه