الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> هناء محا ذاك العزاء المقدما >>
قصائدابن نباتة المصري
- هناء محا ذاك العزاء المقدما
- فما عبس المحزون حتى تبسما
- ثغور ابتسام في ثغور مدامع
- شبيهان لا يمتاز ذو السبق منهما
- نرد مجاري الدمع والبشر واضح
- كوابل غيث في ضحى الشمس قد همى
- سقى الغيث عنا تربة الملك الذي
- عهدنا سجاياه أبرّ وأكرما
- ودامت يد النعمى على الملك الذي
- تدانت له الدنيا وعزّ به الحمى
- مليكان هذا قد هوى لضريحه
- برغمي وهذا للأسرة قد سما
- ودوحة ملك شادويٍّ تكافأت
- فغصن ذوى منها وآخر قد نما
- فقدنا لأعناق البرية مالكاً
- وشمنا لأنواع الجميل متمما
- اذا الأفضل الملك اعتبرت مقامه
- وجدت زمان الملك قد عاد مثلما
- أعاد معاني البيت حتى حسبته
- بوزن الثنا والحمد بيتاً منظما
- وناداه ملك قد تقادم ارثه
- فقام كما ترضى العلى وتقدما
- تقابل منه مقلة الدهر سؤددا
- صميماً وتنضو الرأي عضباً مصمما
- ويقسم فينا كل سهم من الندى
- ويبعث للأعداء في الروع أسهما
- كأنّ ديار الملك غاب اذا انقضى
- به ظيغمٌ أنشابه الدهر ضيغما
- كأنّ عماد البيت غير مقوّضٍ
- وقد قمت يا أزكى الأنام وأحزما
- نهضت فما قلنا سيادة معشر
- تداعت ولا بنيان قومٍ تهدّما
- أما والذي أعطاك ما أنت أهله
- لقد شاد من علياك ركناً معظما
- وقد أنشر الاسلام بالخلف الذي
- تمكّن في عليائه وتحكما
- فإن يك من أيوب نجمٌ قد انقضى
- فقد أطلعت أوصافك الغرّ أنجما
- وإن تك أوقات المؤيد قد خلت
- فقد جددت علياك وقتاً وموسماً
- عليه سلام الله ما ذرّ شارق
- ورحمته ما شاء أن يترحما
- هو الغيث ولى بالثناء مشيعاً
- وأبقاك بحراً للمواهب منعما
- لك الله ما أبهى وأبهرَ طلعة ً
- وأفضل أخلاقاً وأشرف منتمى
- بك انبسطت فيك التهاني وأنشأت
- ربيع الهنا حتى نسينا المحرما
- وباسمك في الدنيا استقرت محاسنٌ
- وبأسٌ كما يمضي القضاء محتما
- وفضلٌ به الألفاظ للعجز أخرست
- وعزٌ به قلب الحسود تكلما
- أعدتَ حياة المقترين وقد عفت
- فأنت ابن أيوب والا ابن مريما
- وجددتَ يا نجل الفضائل والعلى
- من الدين علماً أو من الجود معلما
- يراعك يوم السلم ينهل ديمة ُ
- وسيفك يوم الحرب ينهل في الدّما
- وذكر ندى كفيك يدني من الغنى
- ولثم ثرى نعليك يروي من الظما
- لك الملك إرثاً واكتساباً فقد غدا
- كلا طرفيه في السيادة معلما
- ومثلك إما للسرير منعماً
- يثوب وإما للجواد مطهما
- ولما عقدنا باسم علياك خنصراً
- رأينا من التحقيق أن يتحتما
- أيا ملكاً قد أنجد الناس عزمه
- فأنجد مدح الناس فيه وأتهما
- سبقت لك المدّاح قدماً وبادرت
- يدا كلمي فاستلزمت منك ملزما
- لياليَ أنشي في أبيك مدائحاً
- وفيك فأروي مسند الفضل عنكما
- وأغدو بأنواع الجميل مطوقاً
- فأسجع في أوصافه مترنما
- واستوضح العلياء فيك فراسة
- بملكك لا أعطي عليها منجما
- فعش للورى واسلم سعيداً مهنئاً
- فحظّ الورى في أن تعيش وتسلما
- وسر في أمان الله قدماً بفضله
- أسرَ الورى مسرى ً وأيمن مقدما
- أعدت زمان البشر والجود والثنا
- الى أن ملأت العين والأنف والفما
المزيد...
العصور الأدبيه