الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> هلالٌ بأفق الملكٍِ تزهى سعوده >>
قصائدابن نباتة المصري
- هلالٌ بأفق الملكٍِ تزهى سعوده
- وشبلٌ بغاب السمر تربى أسوده
- وفرعُ على ً تهتز أعطافُ نجده
- وينفحُ أبناء المحامد عوده
- تباشرت الدنيا به وتنافست
- مراتبهُ في شخصه ومهوده
- وسرّ بني أيوب أنّ مقامهم
- محافظة عاداته وعهوده
- إذا غاب ملكٌ لم يغب غيرُ شخصه
- وقامَ ابنه من بعده وحفيده
- فيا لك بيتاً في الفخار سعيده
- بنوه على حالاته وجدوده
- هنيئاً لبيت الفضل أنّ عماده
- مقيمٌ وأنّ الملكَ باقٍ عميده
- وأن وليد الأفضل الملكِ قد محا
- عن الناس حزناً لا ينادى وليده
- سمعنا به في شهر شعبان فانتهت
- لنا والعدى حلواؤه ووقوده
- يكاد قبيل المهدِ تعلو سروجه
- وتنشرُ من قبلِ القماط بنوده
- ويهتزّ للجدوى وما هزّ مهده
- به وتناغى بالهبات وفوده
- شبيه أبيه في الفخار وجده
- فيا لقديمٍ قد تلاه جديده
- سقى الله مثوى جده كلَّ مزنة ٍ
- تضوعُ بها ضوعَ الرياض لحوده
- وأبقى أباهُ للسيادة والعلى
- تنالُ عطاياهُ وتحمى جنوده
- وأنشأه في الجود والبأس نشأة ً
- يبيد بها تبرُ الثرى وحديده
- أما والأيادي الأفضلية إنها
- تحمّل جهدَ الحمدِ حتى تؤوده
- لقد نهضت علياهُ نهضة ماجدٍ
- قصيّ مداهُ فائضات مدوده
- مضيءٌوما في الأفق برقٌ نشيمه
- مفيءٌوما في الأرض خصبٌ نروده
- له عزمات في العلى شادوية ٌ
- لها أبداً من كلّ عزمٍ سديده
- فما همها إلا ضعيفٌ تسوسه
- بفضل نداها أو قويٌّ تسوده
- مقسمة ٌ أقلامهُ وسيوفهُ
- لنعماءَ يبديها وطاغٍ يبيده
- عزيزٌ على الساعي مداه وهذه
- مهابته عصر الشباب وجوده
- إذا كان حربٌ فهو سفاحُ يومه
- وإن كان رأيٌ غامضٌ فرشيده
- يرجيه من بحر القريض سريعه
- فيلقاه من بحر النوال مديده
- يساويه في حق العلى مشتبهٌ
- إذا ما تساوى سبطه ويزيده
- ويسمى سعيداً دهره ومباركاً
- فصح لنا أن الدهور عبيده
- تسوق إليه كل سعدٍ يشاؤه
- و تخدمه في كل أمر يريده
- فلو أننا في يوم قصد جنابه
- سألنا شبابَ العمر كادَ يعيده
- فلو أنَّ أقمار السماء تحجبت
- لأغنى سراة الليل عنها وجوده
- ولو أنه لم يحشدِ الجيشَ للوغى
- كفتهُ سطاهُ أن يجرَّ حسوده
- ألا إنَّ سلطانَ المعالي محمداً
- لمشكورُ سعي المكرماتِ حميده
- فليتَ عمادَ الدين يبصرُ نسله
- و قد جلّ مسعاهُ وزادَ عديدهُ
- وما هوَ إلاَّ بيت ملكٍ منظمٍ
- فمن أجل ذا أيامه تستعيده
- أأزكى الورى نفساً وأكرم معشراً
- و أمكنهم من سؤدد تستجيده
- بكم غنيت حالي عن الناس وازدهى
- نظام كلامي فيكمو وفريده
- فما الدر إلا دونَ نظمٍ أنصه
- و ما القصر إلا دون بيتٍ أشيده
المزيد...
العصور الأدبيه