الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> نفس عن الحب ما حادت ولا غفلت >>
قصائدابن نباتة المصري
- نفس عن الحب ما حادت ولا غفلت
- بأي ذنبٍ وقاك الله قد قتلت
- وعين صبٍ إلى مرآك قد لمحت
- كفى من الدمع والتسهيد ما حملت
- دعها ومدمعها الجاري فقد لقيت
- ما قدمت من أذى قلبي وما عملت
- أفديك من ناشط الأجفان في تلفي
- والسحر يوهم طرفي أنها كسلت
- وواضح الحسن لوشاءت ذوائبه
- في الأفق وصل دجى الظلماء لاتصلت
- معسل بنعاسٍ في لواحظه
- أما تراها الى كل القلوب حلت
- من لي بألحاظ ظبي تدعي كسلاً
- وكم ثياب ضناً حامكت وكم غزلت
- وسمرة فوق خديه ومرشفه
- هذي تروّت مجانيها وذي ذبلت
- أما كفاني تكحيل الجفون أسى ً
- حتى المراشف أيضاً باللمى كحلت
- لو ذقت بردَ رضابٍ في مراشفه
- يا حارُ ما لمت أعضائي التي ثملت
- أستودع الله أعطافاً شوت كبدي
- وكلما رمتُ تجديد الوصال قلت
- ومهجة ليَ كم ألقت بمسمعها
- إلى الملام ولا والله ما قبلت
- كأن عيني اذا ارفضت مدامعها
- عن المؤيد أو صوب الحيا نقلت
- ملك له في الوغى والسلم بسط يد
- مأثورة الفضل ان صالت وان وصلت
- تعطي الألوف اذا جادت لمطلب
- ومثل أعدادها تردى اذا قتلت
- في كل نهج ومرماة ركاب سرى
- لولا ابن أيوب ماشدت وما رحلت
- إن تغش أبواب معناه التي فتحت
- فطالما بالعطايا والندى قفلت
- سل عن عطاياه تسأل كل وافدة
- من المدائح فازت قبلما سألت
- فضل أبرّ فوفي الحمد غايته
- وراحة فعلت كل الندى فعلت
- وسيرة عدلت في الخلق قاطبة
- مع أنها عن سبيل الحق ما عدلت
- وهمة في العلى والعلم دائبة
- شبت على شرف الفنيين وابتهلت
- هذي السيادة تعلو كلما اتضعت
- وأنمل الفضل تهمي كلما عذلت
- أنى يقابس بالأنواء نائله
- وهي التي باحمرار البرق قد خجلت
- جادت يداه بلا منٍّ ينغصها
- والمنّ يظهر في الانواء ان نزلت
- وشاد بالجود ما شادت أوائله
- والسحب قد تهدم البنيان ان هطلت
- لا شيء أليق من مرآي أنامله
- اذا تأملت أمريها وما كفلت
- تخط بالرمح في الاجساد صائلة
- وتطعن العسر بالأقلام ان بذلت
- لحملة الحرب أو حمل الندى خلقت
- فليس تنفك من شكر لما حملت
- لو قيل إن شموس الصحو خافية
- ما قال عنها عدو أنها بخلت
- يممه والسحب عقم واخشَ سطوته
- والخيل من حدب الهيجاء قد نسلت
- ذاك الكريم الذي يجدي مدائحنا
- وكان يكفي من الجدوى اذا قبلت
- من مبلغ الاهل أني ضيف أنعمه
- وان كفي على الآمال قد حصلت
- عزيمة السعي ما خابت وسائلها
- وآية المنطق السحّارما بطلت
- وانشر على الناس أمداحي التي اشتهرت
- فانها في معاني مجده اشتغلت
- أما ووصف ابن شادٍ قد سما وعلا
- والله ما قصرت عيني ولا سفلت
- لا أسأل الله إلا أن يدوم لنا
- لا أن تزاد معانيه فقد كملت
المزيد...
العصور الأدبيه