الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> ليهن بنو الآمال أنك قادم >>
قصائدابن نباتة المصري
- ليهن بنو الآمال أنك قادم
- لك السعد والاقبال عبدٌ وخادم
- أرى العمر إلا يوم قربك باطلاً
- كأني بين الناس بعدك حالم
- و يظمأ طرفي للقا وهو دامع ٌ
- فيالك ظامٍ وهو في الماء عائم
- سقى الغيث عيساً للحجاز ركبتها
- كما ركبت ظهر الرياح الغمائم
- وحملتها عبء العلوم فمن رأى
- قواعد شرع حملتها قوائم
- ولما حللتَ البيتَ كاد مقامهُ
- للقياك يسعى فهو للسعي قائم
- وأذكرته في الوفد وفد قديمه
- لأنك للأموال في الجود هاشم
- يطوف بك المعترّ بعد طوافه
- ويلثم بعد الركن كفك لاثم
- الى أن ملأت الحجر بالبيت والورى
- لهذا كراماتٌ وهذا مكارم
- وعدتَ الى أوطان يثرب غانماًُ
- وفي كل أرضٍ من نداك مغانم
- فعاد الى علم المدينة مالكٌ
- وعاد الى جود البداوة حاتمٌ
- وكادت تبارينا دمشق بشجوها
- اليك وقد تشجى الربى والمعالم
- لئن أوحشتها منك ربوة سؤدد
- لقد أوحشتها من نداك المقاسم
- فوافيتها والعيش مقتبل الهنا
- وعزمك مبرور وسرحك سالم
- تشير لرؤياك الغصون بأنمل
- وتفتر من عجبٍ عليها الكمائم
- وتهتز أعواد المنابر فرحة ً
- فهل رجعت للعهد وهي نواعم
- وما هي الا غابُ مجدٍ توطنت
- مساكنه أشبالكم والضراغم
- وعظمتم وقد أحصيتم درجاتها
- كما صدحت فوق الغصون الحمائم
- اليك جلال الدين أصبحت العلى
- وسلّم أعراب الورى والأعاجم
- اذا ريم خير أو تعرّض حادث
- روى نافع عن شيمتيك وعاصم
- سبقت الى الفضل السراة فما لهم
- من الجهد الا أن تعض الأباهم
- وجدت على داني الديار ونازح
- كأنّ المداني للبعيد مساهم
- فما فات رزق من تنبه للسرى
- ومن يتمنى رزقه وهو نائم
- لك القلم الراقي سحائب أنمل
- تريك رياض الخطّ وهي بواسم
- اذا هزّ في يوم الخطوب فعامل
- وان هزَّ في يوم الخطاب فعالم
- علوتَ الى أن جئتَ بالشهب منطقاً
- يضيء به سارٍ وينهل شائم
- وسكنت من جور الزمان محركاً
- لأنك بالأفعال في الفضل جازم
- ونفقت قولي وهو في الدهر كاسدٌ
- وحققت ظني وهو في الخلق واهم
- ونبهت من قدري الذي طال واعتلى
- وأقدار قوم في التراب رمائم
- وكم مدحة لي فيك عاجلها الغنى
- كما نثرت فوق العروس الدراهم
- قطعت بها أيدي وأرجل حاسدٍ
- كما تتلوى في الصعيد الأراقم
- من الاء تسري في دجى من مدادها
- وتجلى كما تجلى النجوم العواتم
- فخذها صناع اللفظ من متأخرٍ
- مضى زمن عن مثلها متقادم
- مشوقة الممات يحسن رشفها
- فيحلف إلا أنهنَّ مباسم
- علينا اجتهاد القول فيك وما على
- أخي الجهد أن تقضى الحقوق اللوازم
- لئن كلفت علياك فكرة مادحٍ
- وفاء معانيها لحسنك ظالم
المزيد...
العصور الأدبيه