الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> لو لمْ تفه برثاءٍ فيك أشعاري >>
قصائدابن نباتة المصري
- لو لمْ تفه برثاءٍ فيك أشعاري
- رثاك بالدرّ عني دمعيَ الجاري
- ياساكنَ الخلد أورثت الورى حرقاً
- فأنت في جنة ٍ والقومُ في نار
- جاورت ربك في الجنات مقترباً
- لقد تعوّضت عن جار وعن دار
- أرقد هنيئاً فلا سهد بممتنعٍ
- منّا عليك ولا قلبُ بصبار
- ما أنس برك للقصاد متصلاً
- أيامَ لا قاصدٌ يحظى بأنصار
- ماأنس رفدك للزوار محتفلاً
- حيث الغريب على أيامه زاري
- ما أنس شخصك في الحفل العلي كما
- أربت ذكاءٌ على شهب وأقمار
- ماأنس يمناك تسدي الفضل كاتمة
- للفضل حتى كأن الفضل كالعار
- ما أنس أقلامك اللاتي بها ابتدرت
- على الحقيقة تهوى طاعة الباري
- لهفي عليك لملهوف ومغترب
- سلاه قربك عن قوم وعن دار
- لهفي عليك لألفاظ موشعة
- يشدو بها الحي أو يحدو بها الساري
- بكى لفقدك محرابٌ كأن سنا
- مصباحه في حشاه نار تذكار
- و مصحف بات يشكو قلبه أسفاً
- مقسما بين أجزاء وأعشار
- ومدرجٌ كان فيه الدر منتظماً
- على ترائب أسماع وأبصار
- و قصة كان فيها غوثُ مرتقب
- على يديك ويسر بعد إعسار
- و مجمعٌ كنت فيه من ندى وتقي
- أحق أن تتسمى ابن دينار
- لا تبعدن فكم أبقيت منقبة
- كالغيث ولى وأبقى فضل آثار
- ان ارتحلت فبرٌّ جد مقترب
- و إن ثويت فذكر جدّ سيار
- ما أغفل الناس عن هذا وأذهلهم
- عن موردٍ ما له عهدٌ بإصدار
- قبرٌ يشاد وآجالٌ محكمة ٌ
- واقلة َ الحول في حجر وأحجار
- و طالبٌ من غريم الموت يرصدنا
- و نحن في هم إقلالٍ واكثار
- بين الفتى راتع ٌبالأمن إذ برزت
- أهلة ٌ بالمنايا ذات اظفار
- كأن كل هلال في مطالعه
- قوسٌ يطالب أرواحاً بأوتار
- أين الأولى أدركوا ما أدركوا وثووا
- رهائناً بين أجداث وأطمار
- أين العلاء الذي كانت مآثره
- بين الملائك تستملى بأسمار
- أين الذي كنت آوي من عواطفه
- إلى ظلالٍ من النعمى وأثمار
- أصبحت أرتع من آثار نعمته
- و أدمعي بين جنات وأنهار
- يا ابن النبي عزاءً ان بدا كدرٌ
- فانها عادة ٌ من هذه الدار
- للماء والطين أصل المرء منتسبٌ
- فكيف ننكر أن يرثى بأكدار
- أقول هذا كأني عنه مصطبرٌ
- و الله يعلم ما في طي إضماري
المزيد...
العصور الأدبيه