الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> لثمت ثغر عذولي حين سماك >>
قصائدابن نباتة المصري
- لثمت ثغر عذولي حين سماك
- فلذّ حتى كأني لاثم فاك
- حباً لذكراك في سمعي وفي خلدي
- هذا وان جرحت في القلب ذكراك
- تيهي وصدي اذا ماشئت واحتكي
- على النفوس فإن الحسن ولاك
- وطولي من عذابي في هواك عسى
- يطول في الحشر ايقافي وإياك
- في فيك خمر وفي عطف الصبا ميد
- فما تثنيك إلاّ من ثناياك
- وما بكيت لكوني فيك ذا تلفٍ
- إلا لكون سعير القلب مأواك
- بالرغم ان لم أقل يا أصل حرقته
- ليهنك اليوم إنّ القلب مرعاك
- يا أدمعاً ليَ قد أنفقتها سرفاً
- ما كان عن ذا الوفا والبرّ أغناك
- ويا مديرة صدغيها لقبلتها
- لقد غدت أوجه العشاق ترضاك
- مهما سلونا فلا نسلو ليالينا
- وما نسينا فلا والله ننساك
- نكاد نلقتاك بالذكرى إذا خطرت
- كأنما اسمك يا سعدي مسماك
- وتشتكي الطير نعّاباً بفرقتنا
- وما طيور النوى إلاّ مطاياك
- لقد عرفناك أياماً وداومنا
- شجو فيا ليت أنَّا ما عرفناك
- نرعى عهودك في حلّ ومرتحلٍ
- رعيَ ابن أيوب حال اللائد الشاكي
- العالم الملك السيار سؤدده
- في الأرض سير الدراري بين أفلاك
- ذاك الذي قالت العليا لأنعمه
- لا أصغر الله في الأحوال ممساك
- له أحاديث تغني كلّ مجدية ٍ
- عن الحياء وتجلي كلّ أحلاك
- ما بين خيط الدجى والفجر واضحة ً
- كأنها دررٌ من بين أسلاك
- كافاك يا دولة الملك المؤيد عن
- برّ البرية من للفضل أعطاك
- لك الفتوة والفتوى محررة
- لله ماذا على الحالين أفتاك
- أحييت مامات من علمٍ ومن كرمٍ
- فزادك الله من فضل وحيّاك
- من ذا يجمع ما جمعت من شرفٍ
- في الخافقين ومن يسعى كمسعاك
- أنسى المؤيد أخبار الأولى سلفوا
- في الملك ما بين وهابٍ وفتاك
- ذي الرأي يشكي السلاح الجمّ حدته
- لذاك يسمى السلاح الجمّ بالشاكي
- والمكرمات التي افترت مباسمها
- والغيث بالرعد يبدي شهقة َ الباكي
- قل للبدور استجني في الغمام فقد
- محا سنا ابن عليّ حسنَ مرآك
- إن ادعيت من البشر المصيف به
- غيظاً فقد ثبتت في الوجه دعواك
- يا أيها الملك المدلول قاصده
- وضده نحو ستار وهتّاك
- لو أدركتك بنوا العباس لانتصرت
- بمقدم في ظلامك الخطب ضحاك
- مظفر الجدّ من حظٍ ومن نسبٍ
- مبصر بخفيّ الرشد مدراك
- وحَّدته في الورى بالقصد وارتفعت
- وسائلي فيه عن زيغ وإشراك
- ما عارضت يدُ امداحي مواهبه
- إلا رجعت بصفو المغنم الزاكي
- إنّ الكرام اذا حاولت صيدهمُ
- كانت بيوت المعالي مثل إشراك
- سقياً لدنياك لا كفّ بخائبة ٍ
- فيها لديك ولا وصفٌ بأفاك
- من كان في خيفة الانفاق يمسكها
- فانت تنفقها من خوف إمساك
المزيد...
العصور الأدبيه