الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> لامُ العذارِ أطالت فيك تسهيدي >>
قصائدابن نباتة المصري
- لامُ العذارِ أطالت فيك تسهيدي
- كأنها لغرامي لامُ توكيد
- وخلفُ وعدك خلقٌ منك أعرفه
- فليت كان التجافي منك موعودي
- يا من أفنّد في وجدي عليه وما
- أبقى الاسى فيّ ما يصغى لتفنيد
- عاب العدى منك أصداغاً مجعدة
- عيب المقصر عن نيلِ العناقيد
- وعقد بندٍ على خصر رجعت به
- ذا ناظر بنجومِ الليلِ معقود
- كأنه تحت وجدان القبا عدمٌ
- واحيرتي بين معدوم وموجود
- ردّ الجفاء سؤالي فيك أجمعهُ
- فما لسائلِ دمعي غير مردود
- لقد خضعت إلى وجدي كما خضعت
- الى المؤيد أعناقُ الصناديد
- داعي المقاصدِ في علم وفي كرم
- الى لقاء مليّ الفضلِ مقصود
- تسري سفينُ الأماني نحو منزله
- فتستوي من أياديه على الجودي
- ذاكَ الذي أسعدت أعمارنا يده
- فما نفكر في حكمِ المواليد
- ملكٌ اذا تليت أوصاف سوددهِ
- ألقى السراة اليها بالمقاليد
- ذو العلم قلدَ طلاب الهدى منناً
- حتى وصفناه عن علم وتقليد
- و الجود راش ذوي الجدوى وطوقهم
- فما يزالون في سجع وتغريد
- و الجيش قد ألفت باليسر رايته
- تألفَ الطرف في مغراه بالسيد
- يبدو وقد سخر الله العباد له
- فالطير والوحش في الآفاق والبيد
- حتى يقول مواليه وحاسده
- هذا ابن أيوب أم هذا ابن داود
- لا تنكر المدحة الحسنى وقد قرنت
- بشاهدٍ من معاليه ومشهود
- أغنى العفاة فلولا ناهيات تقى َ
- أستنغفر الله سموه بمعبود
- و واصلَ الحرب حتى كل معركة
- كأنها بيتُ معنى ً ذات ترديد
- يهوى الرماح قدوداً ذات منعطف
- والمرهفات خدوداً ذات توريد
- اذا انتشى من دم الأوداج صارمه
- رمى العدى بشديد السطو عربيد
- و إن أفاض حديثاً أو نوال يدٍ
- وردت من حالتيه غير مورود
- جواهراً لا يحد الوصف غايتها
- فاعجب لجوهر شيءٍ غير محدود
- و أنعماً دأبها اسداءُ بكر يدٍ
- لكنهنّ أيادٍ ذاتُ توليد
- لو أن للبحر جدواه لفاض على
- وجه الثرى بنفيس الدرّ منضود
- ولو أمرّ على صلد الصفا يدهُ
- لأنبت العشبَ منها كل جلمود
- يا حبذا الملك الساري على شيم
- تروى وتنقل عن آبائه الصيد
- أدنيت من نار فكري عودَ مبعثه
- عند الثناء ففاحت نفحة العود
- نعم العمادُ لراجٍ مدّ رغبته
- فمد نحو لقاها طرف معمود
- يممت في حال مرحوم منازله
- ثم انثنيت وحالي حال محسود
- و رحت أنقل عن أيوب أنعمه
- نحو الصلات فمن عطف وتوكيد
- ان شئت تنظر في زهر الربى مطراً
- فانظر نوالَ يديهِ في أناشيدي
- و ان أردت عياناً أو محادثة
- فاهرع الى سندي واسمع أسانيدي
- يا من تحليت من ألفاظه وندى
- كفيه حلية فضل ذات تجديد
- ان كان لفظك مثل القرط في أذني
- فإن جدواك مثلُ العقد في جيدي
المزيد...
العصور الأدبيه