الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> كل حيّ قاضٍ عليه زوال >>
قصائدابن نباتة المصري
- كل حيّ قاضٍ عليه زوال
- والى هذه السبيل مآله
- يا جلالاً عن الزمان تقضى
- عز ربٌّ قضى وجلّ جلاله
- ما اقتضى حظنا بقاءك فينا
- واحداً تشمل الأنام ظلاله
- هادياً للندى وللعلم ترجى
- كلّ يومٍ أقواله وفعاله
- أين ذاك الغمام يدنو الى النا
- س ندى كفه ويعلو مناله
- أين أحكامه وأين علاه
- أين أقلامه وأين نواله
- قف بقبر الامام يا نادب الفض
- ل وخلّ البكاء تهمي سجاله
- و انثر الدمع حول مثواه نثراً
- مثل ما يثنثر الكلام ارتجاله
- ودع الشعر كان للشعر وقت
- بنداه وقد تغير حاله
- و سلا الصب واستراح المعنى
- لا صباباته ولا عذَّاله
- أقفرت ساحة العلى فبيوت الش
- عر من بعد بعده أطلاله
- آه للطالبين علماً ورفداً
- بعد ما غاض عزمه واحتفاله
- طالب العلم فيه للنحو نوحٌ
- لا تسل عنه كيف أصبح حاله
- طالب الجود مات من كان في الج
- ود تباري يمنى يديه شماله
- طالب العلم مطلقاً خل عنه
- قيد العلم حزنه وكلاله
- مات من كان ملتقى كل قصدٍ
- والى الله قصده واتكاله
- عجباً من سريره يوم أودى
- كيفما أورقت ورقّت ظلاله
- عجباً من زمانه حين ولى
- كيفما سيرت ودكت جباله
- صعدت روحه لأمثالها الزه
- ر وفي الأرض أين أين أمثاله
- فتهاوت كواكب الأفق تسعى
- وانحنى يبدأ السلام هلاله
- و عدمنا نحن الندى ولقينا
- يتقاضى وفد الرجال جلاله
- ياله من مصاب دين ودنيا
- طال فينا اشتغاله واشتعاله
- شاب كالشيخ طفله وبكا الأش
- ياخ فيه كأنهم أطفاله
- ونعت مصر والشام إماماً
- طرزت مجد ذا وذاك خلاله
- كم مقام كما سمعت ملوكي
- ولديه تصرفت أفعاله
- كم بيمناه قصة قد اجيب
- وسؤولٌ بها أجيب سؤاله
- كم قريب دعا به وبعيد
- وهو هامٍ يد الندى هطّاله
- كم أتتني مع الركاب لهاهُ
- ووفت لي مع الزمان خصاله
- لو بقدر الأسى بكيت لسالت
- مهجة كم وفت لها أفضاله
- في سبيل العلى غمامٌ تولى
- بعد ما أخصب الورى إقباله
- هكذا عادة الزمان بنوه
- بسط ظل كما ترى وزواله
- و دفين على بقايا دفين
- مثل ما قال من سرت أمثاله
- كم الى كم هذا التغافل منا
- عن يقين الردى وهذا التباله
- جاد يا قاضي القضاة ضريحاً
- كنت فيه غيثٌ يسرّ انهماله
- و جزى الله جود كفك عنا
- وتولاك جوده ونواله
- لك منا نشر النسيم ثناء
- ولنا بالأسى عليك اعتلاله
المزيد...
العصور الأدبيه