الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> قدمت قدوم الغيث والحيّ مجذب >>
قصائدابن نباتة المصري
- قدمت قدوم الغيث والحيّ مجذب
- وعدت كعود البدر والأفق غيهب
- وسرت بك الأوطان فالغصن شامخ
- دلالاعلى الأنهاروالروض معجب
- وطابت بك الأرض التي أنت حلها
- وكل مكان ينبت العز طيب
- حلفت بأيامِ المشاعر من منى ً
- وما ضمَّ فيهنّ الصفا والمحصب
- لقد طاف بالأركان ركنُ سماحة
- يقام به شرعُ السماح وينصب
- فلله عينٌ من ثراك تكحلت
- بمجتمع الميلين والرفد يدأب
- ولما قضيتَ النسك عاودت طيبة
- وسعيك مبرورٌ وقصدك منجبُ
- فأقسم ما سرّ الحطيم ومكة ٌ
- بأكثر ما سرّ البقيع ويثرب
- تيممتَ منها روضة ً نبوية ً
- جنيتَ بها زهر الرضا وهو مخصب
- وطابت نواحي العرب من بيت حمزة
- وبات الندى من كف حمزة يسكب
- وعجبت لأوطان الشآم فأشرقت
- كأنك ما بين المنازل كوكب
- اذا زرتَ أرضاً زال محلُ ديارها
- وأخرج منها خائفاًُ يترقب
- فرؤياك رؤيا للسماح صحيحة
- وبابك بابٌ للنجاحِ مجرَّب
- لئن حذرَ العافون في الدهر مهلكا
- لقد طاب من نعماك للقومِ مطلب
- فكل بنانٍ من نداك مفضضُ
- وكلّ زمانٍ من صفاك مذهّب
- وكل غمام غير جودك مقلع
- وكلّ وميض غير برقكَ خلّب
- وقد يتجافى الغيثُ عن متطلب
- وغيثك قيد الكفّ أو هوَ أقرب
- وما سميَ الغيثُ الهتونُ سحابة
- سوى أنهُ من خجلة ٍ يتسحبُ
- نهضت بما لاتحسن السحب حملهُ
- وسدت على ما أسسَ الجدّ والأب
- وسدت الى أن سرّ اسعدُ في الثرى
- بسؤددكَ الوضاح بل سر يعرب
- لك الله ما أزكى وأشرف همة ًُ
- وأوفق ما تأتي وما تتجنب
- صرفت اليك القصد عن كل باذل
- وقلت امرؤ بالفضل أدرى وأدرب
- فرقيتَ نظمي فوق ما كانَ ينبغي
- وبلغتَ ظني فوقَ ما كان يحسب
- وصححت أخبارَ الندى فرويتها
- عواليَ تروي كلّ وقتٍ وتكتب
- فان علقت كفي بنعماك عروة
- فقد هان من عيشي بيمنك مصعب
- بقيت لهذا الدهر تحمل صنعه
- و تغفرُ من زلاته حينَ يذنب
- فلولاك ما فازت مدائح شاعر
- و لا أصبحت أوزانها تتسبب
المزيد...
العصور الأدبيه