الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> فديت محيا في مسائله ينمي >>
قصائدابن نباتة المصري
- فديت محيا في مسائله ينمي
- فخذ إلى بدرٍ ولحظ إلى سهم
- و لله قلب في الصبابة والجوى
- أضلته أحداق الحسان على علم
- وقفت على مغنى الأحبة ناديا
- لما أبلت الأيام منه ومن جسمي
- وقدّم دمعي قصة في رسومه
- فوقّع فيها الوجد يجري على الرسم
- فيالك دمعاً من وليّ صبابة
- سقى الأرض حتى ما تحنّ الى الوسم
- يقولون حاذر سقم جسمك في الهوى
- ومن لي بجسم تلتقيه يد السقم
- عشقت على خديك حرف عذارها
- فلم يبق ذاك الحرف مني سوى الاسم
- اذا فتن الألباب حسنك ساذجاً
- فما حاجة الخدّ اليديع الى الرقم
- ألم يكفك اللحظ الذي صال وانتشى
- فلم يخل في الحالين من صفة الإثم
- ومبتسم فيه اللآلي يتيمة
- وليس على أسلاكه ذلة اليتم
- يصد بلا ذنب عن الصب ظلمه
- لقد صحّ عندي أنه بارد الظلم
- سقى المطر الغادي صبايَ وصبوتي
- فما كنت الا في ليالٍ وفي حلم
- وحيي دياراً بالنقا ومرابعاً
- بنيت بها هيف القدود على الضم
- زمان على حكمي تولت هباته
- ولكنها ولت فزالت على رغمي
- وأملت من إنعام أحمد مسلياً
- فناجيت وجه النجح من صحة الوهم
- وراح رجائي يضرب الفأل موقناً
- وقامت قوافي الشعر تنظر في النجم
- اذا لم تجد قاضي القضاة ظماءها
- فأيّ امريء يروي بنائله الجمّ
- امام علي عن غاية المدح مجده
- الى أن حسبنا المدح فيه من الذمّ
- فلم يكفه أن أذهب الفقر بالندى
- عن الناس حتى أذهب الجهل بالعلم
- ترى الوفد والسادات من حول شخصه
- كما تشخص الأبصار للقمر التم
- تقبل أطراف البساط ثغورهم
- ويقصر ثغر الشهب عن طرف الكم
- عجبت لمن يردي بهيبته العدى
- ويسطو سطاه كيف يوصف بالحلم
- ومن يهمل الجاني ويحلم حلمه
- على كل جانٍ كيف يوصف بالعزم
- يدلّ لديه المخطئن بجرمهم
- لما أظهروا من شيمة العفو بالجرم
- ويدعو اليه المعتفين ثناؤهُ
- كما يستدل الطالب الرّوض بالشم
- له قلم مدّ البيان عنانه
- وجال فقال فارس النثر والنظم
- تعوّد أن ينشي فتنتج نشوة
- الى أن ظنناه قضيباً من الكرم
- وفوّق منه الشرع سهم إصابة
- فلا غروَ إن أضحى به وافر السهم
- اذا لاح بين الرفع والخفض شكله
- رأيت القضايا كيف تنفذ بالجزم
- اليك ثناها الفضل من كلّ وجهة ٍ
- وسار ثنا علياك في العرب والعجم
- لئن ظنّ ساعٍ أن ينالك في العلى
- لقد حقّ عندي ذلك الظن بالرّجم
- أيا ابن السراة المالئين فجاجها
- ردى ً وندى ً بوم الكريهة والسلم
- دعوتك لا أدلي اليك بشافعٍ
- ولا سببٍ إلا بسؤددك الضخم
- وخفت على قصدي سواك من الورى
- فألفيته من جود كفك في اليمّ
- وإني وذكري ما حويت من الثنا
- كمن رام تعداد القطار التي تهمي
- وماذا يقول اللفظ في النجم واصفاً
- وحسبك أن الله أقسم بالنجم
المزيد...
العصور الأدبيه