الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> صيرت نومي مثل عطفك نافرا >>
قصائدابن نباتة المصري
- صيرت نومي مثل عطفك نافرا
- وتركت عزمي مثل جفنك فاترا
- وسكنت قلباً طار فيك مسرة ً
- أرأيت وكراً قطّ أصبح طائرا
- يا مخرباً ربع السلو جعلتني
- أدعى بأنساب الصبابة عامرا
- ويطيع قلبي حكم لحظك في الهوى
- ياللكليم غدا يطيع السَّاحرا
- رفقاً بقلبٍ في الصبابة والأسى
- صيرته مثلاً فأصبح سائرا
- ومسهدٍ يشكو القتار دموعه
- مما سلكنَ على هواك محاجرا
- ما بالُ مقلتك الضعيفة لم تزل
- وسنا وطرفي ليس يبرح ساهرا
- خلقت بلا شك لأخلاق الأسى
- ويد المؤيد للنوال بلا مرا
- من مبلغ الملك المؤيد أنني
- لولاه ما سميت نفسي شاعرا
- وحلفت لم أمدح سواه لرغبة ٍ
- لكنني جرَّبت فيه الخاطرا
- ملك ابن أيوب الثناءَ بنائلٍ
- أضحى على حمل المغارم صابرا
- وتملكته سماحة ٌ وحماسة ٌ
- جعلا له في كلّ نادٍ ذاكرا
- وإذا سخا ملأ الديارَ عوارفاً
- وإذا غزا ملأَ القفار عساكرا
- وإذا سطا جعلَ الحديد قلائداً
- وإذا عفى جعل الحديد جواهرا
- بينا الأسير لديه راكب أدهمٍ
- حتى غدا بالعفو أدهم ضامرا
- تمحو ظلام الليل بيض سيوفه
- مذ قيل إنَّ الليل يسمى كافرا
- و تتابع المنن التي ما عيبها
- إلا رجوع الوصفِ عنها قاصرا
- يا ابن الملوك المالئين فجاجها
- مدحاً منظمة الحلى ومآثرا
- من كل ذي عرض يصفى جوهراً
- فاعجب لإعراض تكون جواهرا
- شكراً لشخصك ما أسير ممدحاً
- وأعز منتصراً وأحلم قادرا
- حملتني النعمى إلى أن لم أبن
- من تغلبنَّ أشاكياً أم شاكرا
- و نعم شكرت مواهباً لك حلوة
- حتى شققت من العداة مرائرا
- لا غرو ان عمر البيوت معانياً
- عافٍ عمرت له البيوت ذخائرا
- بكرت عليك سعادة ٌ أبدية ٌ
- وبقيت منصورَ العزائم ظافرا
المزيد...
العصور الأدبيه