الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> سرى طيفها حيث العواذل هجع >>
قصائدابن نباتة المصري
- سرى طيفها حيث العواذل هجع
- فنمّ علينا نشره المتضوع
- وبات يعاطيني الاحاديث في دجى ً
- كأن الثريا فيه كأسٌ مرصع
- أجيراننا حيي الربيعُ دياركم
- وإن لم يكن فيها لطرفيَ مربع
- شكوت الى سفح النقا طول نأيكم
- وسفح النقا بالنأي مثلي مروع
- ولا بدّ من شكوى الى ذي مروءة ٍ
- يواسيك أو يسليك أو يتوجع
- فديت حبيباً قد خلا عنه ناظري
- ولم يخلُ منه في فؤادي موضع
- مقيم بأكناف الغضا وهيَ مهجة ٌ
- وإلا بوادي المنحني وهي أضلع
- أطال حجازَ الصدّ بيني وبينه
- فمقلته الحورا ودمعيَ ينبع
- لئن عرضت من دون رؤيته الفلا
- فيا رُبّ روضٍ ضمنا فيه مجمع
- محلّ ترى فيه جوامع لذة ٍ
- بها تخطب الأطيار والقضب تركع
- قرأنا به نحو الهنا فملابس
- تجرّ وأيد بالمدامة ترفع
- وقد أمنتنا دولة ٌ شادوية
- فما نختشي اللأوا ولا نتخشع
- مدائحها تمحو الأثام ورفدها
- يعوض من وفر الغنى ما نضيع
- رعى الله أيامَ المؤيد إننا
- وجدنا بها أهل المقاصد قد رعوا
- مليكٌ له في الجود صنعٌ تأنقت
- معانيه حتى خلتهُ يتصنع
- وعلياء لو أنا وضعنا حديثها
- وجدنا سناها فوق ما كان يوضع
- مذال الغنى لو حاولت يدُ سارق
- خزائنه ما كان في الشرع يقطع
- أرانا طباقَ المال والمجد في الورى
- فذلك مبذولٌ وهذا ممنّع
- وجانس ما بين القراءة والقرى
- فللجود منه والاجادة مطلع
- توقّد ذهناً واستفاض مكارماً
- فأعلم أنّ الشهبَ بالغيث تهمع
- وصان فجاجَ الملك عدلاً وهيبة ً
- فلا جانبٌ إلا من الروض مرتع
- عزائم وضاح المحامد أروعٌ
- اذا قيل وضاح المحامد أروع
- تفرق أحمال النضار يمينه
- لما راح بالسمر الطول يجمع
- ولا عيب في أخلاقه غير أنه
- اذا عذلوه في الندى ليس يرجع
- له كلّ يوم في السيادة والعلى
- أحاديث تملي المادحين فتبدع
- اذا دعت الحرب العوان حسامه
- جلا أفقها والرمح للسن يقرع
- وإن مشت الآمال نحو جنابه
- رأت جود كفيه لها كيف يهرع
- فلا تفتخر من نيل مصر أصابع
- فما النيل إلا من يمينك اصبع
- أيا ملكاً لما دعته ضراعتي
- تيقنت أن الدهر لي سوف يضرع
- قصدتك ظمآنا فجدت بزاخرٍ
- أشق كما قد قيل فيه وأذرع
- وفي بعض ما أسديت قنعٌ وانما
- فتى ً كنت مرمى ظنه ليس يقنع
- لك الله ما أزكى وأشرف همة ً
- وأحسن في العلياء ما تتنوع
- مديحك فرضٌ لازمٌ لي دينه
- ومدح بني العلياء سواك تطوّع
المزيد...
العصور الأدبيه