الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح >>
قصائدابن نباتة المصري
- سرت قمراً من مسبل الشعر في جنح
- بسفح النقا آهاً على زمن السفح
- محجبة لا طعن فيها لعائب
- على أنها تمشي فتهتز كالرمح
- سقى الله ليلاً صالحت فيه باللقا
- فما كان أشهى من لقاءٍ ومن صلح
- أسدّ بطول اللثم فاها مخافة ً
- على ليلتي أن يهجم الثغر بالصبح
- ويخطر في وشي الحرير قوامها
- ونجم الدجى بالغيظ يعثر في منح
- زمان مضى حلوالمراشف والجنى
- وعيش تقضى آمن السرب والسرح
- ولاعيب في تلك الليالي التي خلت
- سوى أنها مرت على الطرف كاللمح
- تولى زمان الوصل وانقرض الصبى
- فيا عجباً للدهر قرحاً على قرح
- سلام على العيش الوريّ زناده
- على أنه العيش البريء من القدح
- وغانية مثل الحياة أحبها
- وان كان في كدّ بها العمر أو كدح
- ومما غناني عاذلٌ متنصحٌ
- وما الغش الا ما سمعت من النصح
- يطوف بسمعي لفظه وهو بارد
- وفي القلب ما فيه من الوقد واللفح
- و في الخفرات اللاء تغني بلفظها
- عن العقد والفرع الاثيث عن الرشح
- غزال رعت في الحب أخضر عيشي
- لقد أعرض الظبي الاغن عن الطلح
- و قد كان لي والدهر فيه وقائع
- فلما اجتمعنا آذن الدهر بالصلح
- تعشقتها والخد يشبه خدها
- أأعشقها والشيب ملتمع اللمح
- كأن جفوني اذ تكاثر دمعها
- بنان ابن فضل الله متصل المنح
- و قائلة ما بال عزمك صابرا
- على الفدح في الدنيا على أثر الفدح
- فقلت رأيت السمر أقوم ما ترى
- إذا صبرت عند النفاق من اللقح
- فقالت دع التقليل عنك وقم إلى
- نوافج فضل الله في زمن الفرح
- و بادر لمحيي الدين تلق شمائلاً
- مدربة ً لم تدر ما هيئة الشح
- فقمت ولكن بعد أن وضح الدجى
- و عدت بمشهور الثنا طاهر سمح
- يوري زناد الفضل بالمجد والعلى
- و لكنه الفعل البريء من القدح
- رئيس رأى آمالنا وهي تشتكي
- من الدهر أسقاماً فقال لها صحي
- يسابق آمال العفاة بضعف ما
- تمنت ويمسي في النوال كما يضحي
- مغيث الرجا والخوف والذل والخطا
- ببذل الندى بالأمن بالجاه بالصفح
- اذا وصف المداح بعض صفاته
- فماذا بأكباد الاعادي من الشرح
- و ان فتح الراوي معاني فخاره
- فدع ما رواه آل خاقان للفتح
- و لما علا نحو السماء ثناؤه
- أتى بالنجوم الزهر والسحب السح
- سحائب آلاء تجول على الرجا
- و أنجم آراءٍ تدل على النجح
- و سعد أفاد الملك أخبية الهنا
- و أنحى على أهل المكايد بالذبح
- كذلك فليحك النظير نظيره
- بغر المعالي والمراشد والمنح
- فيا أيها الساعي لشقة شأوه
- تنح قصياً لست من ذلك الطرح
- و يا أيها البسام بشرا وفضله
- يعين على أعوامها الشهب الكلح
- فدي لك من لو أن ميعاد جوده
- كفرعون لم يحتج لهامان في الصرح
- و أنت الذي أغنيت بالرفد يمينهم
- و بالغت حتى خلت أنك في مزح
- تحيلت في كتم الذي أتت واهب
- و هيهات ما للمسك بدّ من النفح
- و كم جربت منك الملوك ميامناً
- ونصحاً على فقد الميامن والنصح
- و غصن يراع يستظل به الورى
- ويشهد قتل المارقين بلا جرح
- و أنك يا يحيى لتحيي ذوي الرجا
- وتحمي من اللأوا وتنجي من القدح
- و انك يا يحيى لفائض جعفر
- من الوفر تزداد امتلاء على النزح
- فلا زال للراجي جناحك موئلا
- وضدك للهم المقيم وللبرح
- تسامى على المداح قدرك رتبة
- فاقصارهم عن مدحه غاية المدح
- و كدت لعرفان المكارم لم ترم
- بحمد وما حمد السحاب على السح
المزيد...
العصور الأدبيه