الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> ربع لعزة صامتٌ لا يفهم >>
قصائدابن نباتة المصري
- ربع لعزة صامتٌ لا يفهم
- وقلوبنا في رسمه تتكلم
- لو لم تعف حماه غرّ سحائب
- تهمى لعفته مدامع تسجم
- وعلى البكى فلقد يروق كأنما
- قطع الغمام عليه برد معلم
- ما أنس كم ليل عليه قطعته
- بالوصل تعذرني عليه اللوم
- حيث المجرة فيه مثل سبيكة
- قد جرّبت فالبدر منها درهم
- وضجيعتي خود بحكم جفائها
- ولقائها يشقى المحبّ وينعم
- حوراء الا أنها قد أسكنت
- قلبي الذي تبلته وهو جهنم
- لو لم تكن روضاً لما كانت اذا
- هطلت غيوث مدامعي تتبسم
- يا قلب هذا شعرها وجفونها
- فاصبر اذا زحف السواد الأعظم
- ما الشمس أشرف بهجة منها ولا
- صوب السحائب من عليّ أكرم
- بحر تعلمنا المديح صفاته
- فعقوده منه عليه تنظم
- متيقظ الآراء تحسب أنه
- كل الأمور لديه غيباً يعلم
- ومسدد الحركات ينهلّ الندى
- وتخيم العلياء حيث يخيم
- جزل العطاء والبأس حين خبرته
- كالسيف حين يروق ثم يصمم
- تجني فيحلم بعد ما جاورته
- حتى تظن لديه أنك تحلم
- رفق كما انحلت خيوط غمامه
- فإذا سطا نزل القضاء المبرم
- نطق الزمان به وكلّ مفاخر
- كلمٌ على لسن الزمان مجمجم
- إنظر لحبوته وأنعمه تجد
- من جانبي رضوى سيولاً تفعم
- لا عيب فيه سوى تسلط جوده
- فالمال من نفحاته يتظلم
- لله ما بلغت مساعيه وما
- جمعت من المجد الذي لا يرغم
- كرم تصلي السحب خلف صلاته
- لكنها للعجز عنه تسلم
- وثنا يقيد بالمدائح ذكره
- فتراه ينجد في البلاد ويتهم
- عبق الشذا تحكيه زهر كمائم
- في الروض الا أنها تتكلم
- وفضائل لذت وعزّ مرامها
- فكأنها شهدٌ يذاق وعلقم
- من كل ساجعة السطور كأنما
- همزاتها ورقٌ بها تترنم
- وقصيدة غراء تعلم أنه
- قد غادر الشعراء ما يتردم
- وتواضع كالشمس دانٍ ضوءها
- والقدر أرفع أن ينال ويكرم
- يممه يا راجيه تلق خلاله
- تسدي بها حلل الثناء وترقم
- يرجى فيعطي فوق كل رغيبة
- وتطيش ألباب الرجال فيحلم
- واذا دعى الداعي نزال وجدته
- بالرأي يطعن واليراع فيهزم
- قلم له في كل يوم كريهة
- أنباء يجري في جوانبها الدم
- نادى سواد النفس لما أفصحت
- كلماته أنا عبد من يتفهم
- و جرت بحكمته يدٌ من تحتها
- أبداً يدٌ من فوقها ابداً فم
- يا ابن الذين لهم سناً بهر الورى
- وعلاً نبجل ذكرها ونعظم
- شرف ولكن بالهلال متوج
- فوق السماء وبالسماك مخيم
- يفدي ربيع نداك مثر كفه
- أبداً جمادى أو نداه محرم
- قرم يعيس للمديح اذا شدا
- فكانه عند المديح مذمم
- أنت الذي لجأت اليه مدائحي
- أيام لا وزرٌ ولا مستعصم
- اغنيتني عمن إذ مدح امرؤ
- لم يفرحوا واذا هجا لم يألموا
- خذها اليك بديهة عربية
- ما نال غايتها زياد الاعجم
- شاب الوليد لعجزه عن مثلها
- وارتد عن نظم القوافي مسلم
المزيد...
العصور الأدبيه