الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> حلفت بليل الشعر منه إذا سجى >>
قصائدابن نباتة المصري
- حلفت بليل الشعر منه إذا سجى
- وضوء الضحى من وجهه متبلجا
- ومن أدمعي بالمرسلات من الأسى
- ومن أضلعي بالموريات من الشجى
- لقد ألجم العذال وجه معذبي
- وقد لاح في جنح الظلام فأسرجا
- وفرج غمي ذات يوم بزورة ٍ
- فقلت لعينيّ انظرا وتفرجا
- ظلاماً وبدراً فوق غصنٍ على نقا
- دجى وتجلى وانثنى وترجرجا
- وخدّاً كفاني صبوة ً شمّ ورده
- فكيف وقد زاد العذار بنفسجا
- صحيفة حسنٍ قابلتها ملاحة
- ألم ترهُ سطراً عليها مخرجا
- بروحي في أفق المحاسن كوكبٌ
- على مثله قد طاب لي سهرُ الدجى
- نهانيَ عنه الهم قبل عواذلي
- وأخرجي عنه وما كنت مخرجا
- وأزعجني شيبٌ بفودي طالعٌ
- وما كان وقعُ الشيب لي عنه مزعجا
- فيالك مقطوف العذار هجرته
- فما عرّجت عيني له حين عرّجا
- دنت داره مني وشطّ مزارهُ
- فهل أبصرت عيناك ثغراً مفلّجا
- كأني لم أنعم بدينار خده
- مشوقاً على نقد العدى أو مبهرجا
- ولم أصبُ من لهوٍ بنقطة خاله
- إلى كرة ٍ من حولها الصدغ صولجا
- ولم أحجب العذال منه بحاجبٍ
- رأوا عنده حقّ الملاحة أبلجا
- ولم أترشف بعد فيه مدامة ً
- على يده دفاعة ً حجة َ الحجى
- ولم أعط كأساً بالنضار وخده
- لمعطيه بالدرّ النظيم متوجا
- ولم أتلق النهدَ في الصدر جالساً
- وأسرى به حالي الشكيم مهملجا
- الى الروض فياحاً من الزهر باسماً
- على الزهر رفاقاً لدى الطلّ سجسجا
- أحبر في مدح الإمام محمدٍ
- من اللفظ أبهى الروضتين وأبهجا
- وما هو ممن لا أنقح مدحه
- فآني اليه بالمديح مروجا
- أخاف له نقداً فأبطئ في الثنا
- كجمع أبي جاد الحروف من الهجا
- ألم تر أني قد لجأت لظله
- ودافعت حرا من أذى الدهر موهجا
- أخلدُ تاريخ العلى بصفاته
- وأروي حديث الفضل عنه مخرَّجا
- وأصرف أمالي التي قد تقسمت
- إلى مرتجى ما باب نعماه مرتجا
- كريمٌ اذا ما قدّم الظنّ نحوه
- مقدمة ً من منطق المدح أنتجا
- ولا عيبَ فيه غير اسراع جوده
- فليس يمني بالمواعد محوجا
- وأفراط كتم للندى وهو ظاهر
- وهل مانعٌ للروض أن يتأرجا
- وقى الدّين والدّنيا ليهلك ملحدٌ
- لديه وينجو راشدٌ مع من نجا
- فتاوى على سمت الهدى وفتوة
- تجانسَ معنى ً لفظها وتدبجا
- وبرّ رعى قصدَ العفاة ِ فغاثها
- وبأس كوى قلبَ العدو فانضجا
- وعلمٌ أقامته المباحث ناصراً
- فقل علمٌ ردّ الأسودَ وهججا
- هو البحر يروى حول شطيه واردٌ
- ويغرق من قد لجّ فيه ولججا
- له قلمٌ يحمي الحمى برقاعه
- ويكتب بالنعمى وبالعلمِ مزوجا
- إذا قال لم يترك لذي القول موضعاً
- وان صال لم يترك لذي الصول مولجا
- فكم من بليغٍ في الورى متفصحٍ
- وعى لفظة ً من كتبه فتلجلجا
- وكم من كمي صار كالدجّ حيرة
- فلا غروَ إن قالوا لكميّ المدججا
- وكم منهجٍ في القول أرشدني له
- وكم أملٍ أنشاه لي حين أنهجا
- وكم كسوة ٍ لي في دمشقَ أفادها
- وقد كان ظهري من أذى البرد أعوجا
- وكم أنطقت نعماه مني مدائحاً
- سرى ذكرها غرباً وشرقاً فأدلجا
- وروى نباتياً من القول طالما
- سقاه أبوه الغيث نوا مثججا
- أبا الخير خذها من ثنائي كرائماً
- أبت عن سوى أكفائها أن تزوّجا
- أوانس أبكار يحق لحسنها
- على ساكن الأمصار أن يتبرجا
- تهب للقياها الكرام من الحيا
- ويجري بذكراها المطيّ على الوجا
- لها إن تقم في دارة الأفق منزلٌ
- وإن تسر حلت من ثرياه هودجا
المزيد...
العصور الأدبيه