الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> بلغا القاصدين أن الليالي >>
قصائدابن نباتة المصري
- بلغا القاصدين أن الليالي
- قبضت جملة العلى بالكمال
- وقفا في مدارس النقل والعق
- ل ونوحا معي على الأطلال
- سائلاها عسى يجيب صداها
- أين ولى مجيب أهل السؤال
- أين ولى بحر العلوم وأبقى
- بين أجفاننا الدموع لآلي
- أين ذاك الذهن الذي قد ورثنا
- عنه مافي الحشا من الأشعال
- أين ذاك البحث الذي يحرس الح
- فل على غير أهبة ٍ واحتفال
- أين ملك الأقلام يوم انتصارٍ
- كعوالي الرماح يوم نزال
- ينقل الناس عن حديث هداها
- طرق العلم عن متون العوالي
- و تفيد الجنى من اللفظ حلواً
- حين كانت نوعاً من العسّال
- أين تلك الأوصاف تنفح طيباً
- رخصت عنه فنون الغوالي
- يالها من رزية ٍ في حشا الاس
- لام من وقعها كحد النصال
- يالها وقعة على الرمل أبقت
- للبرايا لواعجاً كالجبال
- نقصت بهجة الحياة فلا ين
- كر تأثير للنقص بعد الكمال
- و انطوى مبسم العلوم وأغضت
- مقلة البحث دونها والجدال
- و كحلنا الجفون بالسهد حتى
- بات منها الكرى على أميال
- أيها الراحل الذي عطلت من
- بعده القاصدون شدّ الرحال
- كنت غوث الوجود حقاً ولكن
- ليس في الناس عنك من إبدال
- كنت دون الأنام عوناً على خف
- ض حياة ٍ لنا بتمييز حال
- فليمت من يشا ويذهب من شآ
- ء فإنا بعدها لا نبالي
- كم ليمناك عندنا من أيادٍ
- ليس فيها لواصفٍ من شمال
- كم لها من فتوة ٍ وفتاوٍ
- قاضيات مآرب السوآل
- هي مثل الأطواق عند عفاة ٍ
- وهي للملحدين كالأغلال
- غاب علم التفسير عنا وهمت
- كتب الفقه فيك بالأعوال
- و دموع الحديث سلسلها الحز
- ن وأنكى في القلب جرح النصال
- و أرى النحو واجماً ليس منه
- قلب زيد وقلب عمرٍو بخال
- قصرت في الكلام مرتبة الأس
- ماء واعتل سائر الأفعال
- ليت شعري لمن أعزي على الخط
- ب وحال الأنام طرّا كحالي
- أترى هل علمت يا ابن عليّ
- أن دمعي من الأسى متوالي
- أنت في جنة النعيم مقيم
- وفؤادي عليك بالنار صالي
- أنت جارٌ للشافعي وقلبي
- مالكي الأهواء والأهوال
- يا ضلالي من بعد ذاك المحيا
- وافتقاري من بعد ذاك النوال
- قربا مربط الكآبة مني
- نفحت حرب لوعتي من جمال
- لو نسيت الفضائل ما كن
- ت بناسٍ صنائع الأفضال
- كيف أنسى ذاك الندى وهو عندي
- مستجدّ أمام عيني وبالي
- كيف أنشيء من المقال بديعاً
- زال من كان عارفاً بمقالي
- زال عني ذاك الثنا فقضي قل
- بي فرض الاحزان عند الزوال
- و اعتزلت الورى وليس عجيباً
- بعد ما مات قامع الاعتزال
- أي قلب لم يرم بعد سراه
- بفنون الأوجاع والأوجال
- أي دنيا يصفو لها أمل المر
- ء وهذي مصارع الآمال
- أي خلق من المنية يحمي
- وهي تسري إليه مسرى الخيال
- أي تاج وللأهلة في الأف
- ق قسيّ ترمي الورى بنبال
- جاد مثواك يا محمد غيث
- باسم البرق مستهل الغزال
- و سلام على الفضائل في لح
- دك والفضل والندى والمعالي
المزيد...
العصور الأدبيه