الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> البرق في كانونه قد نفخ >>
قصائدابن نباتة المصري
- البرق في كانونه قد نفخ
- والثلج في جيب الغوادي نفخ
- قد زمجر الرعدُ بآفاقهِ
- كأنه مما دهاه صرخ
- هذا وقوسُ النوء في أفقه
- كأنما قد نصبوا منه فخ
- قد شدّ عقداً عالياً أو بنى
- قنطرة ً في الحال ثمَّ انفسخ
- و الأرض كالمنفوش أو هذه
- خميرة من فوقه قد لطخ
- لم تبق أرضٌ قد زكا زرعها
- حتى طواها ثمّ ردّ السبخ
- قد نسخ الليلُ بأضوائهِ
- لا صححت يا قوم هذي النسخ
- و امتلأ الوادي بإمداده
- كأنه القربة ُ مما انتفخ
- و جاءنا النوء بإرعابه
- لا شكّ أنّ النوء مما بذخ
- بحرٌ من القدرة لكنه
- من كلّ عين للبواكي نضخ
- و سحبهُ تفتح أبوابها
- والبرق فيما بيننا كالخوخ
- و بان في الطود وعرنينه
- بما كساه شممٌ أو طبخ
- و كلنا منتثرٌ لحمهُ
- وهو على كانونه قد طبخ
- دامت ليالي الثلج لا أصبحت
- و لانهارٌ بأذاه التطخ
- و حكمت فيه أيادي الحيا
- ولا أجاب الله مما اصطرخ
- و مكنت فيه مدى برقه
- حتى أرى من جلده ما انسلخ
- هل مطر يغسل في الأرض من
- بياضه أسود هذا الوسخ
- و هل أرى ريحاً وقد زعزعت
- في الطرق منه كل طود رسخ
- و هل فتى يشكي اليه الذي
- تمّ له أدراج تتلى وبخ
- بى جمالُ الدين أنعم به
- مولى ً كريماً ونسيباً وأخ
- لو قابلت سنوننا شمسه
- أو نوءها أبصرته قد نسخ
- جاء جواب منه كم حافظٍ
- له وكم ربّ بديعٍ نسخ
- فدام ما امتد ردآء الدجى
- مدبراً بالنجم ثم انسلخ
المزيد...
العصور الأدبيه