الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> اذا ظفرت يوماً بقربكمُ المنا >>
قصائدابن نباتة المصري
- اذا ظفرت يوماً بقربكمُ المنا
- فلست أبالي من تباعد أو دنا
- ولعت بعشقي فيكمُ فتأكدت
- معانيه فاستولى فأصبح ديدنا
- ولما جنى طرفي رياض جمالكم
- جعلتم سهادي في عقوبة من جنى
- أجيراننا ان عفتم السفح منزلاً
- وأخليتموا من جانب الجزع موطنا
- فقد حزمتم دمعي عقيقاً ومهجتي
- غضاً وسكنتم من ضلوعيَ منحنى
- وأرسلتم طيف الخيال لمقلة ٍ
- اذا ما أتاها استصحب السهد ضيفنا
- وكم فيكم ُ يوم الوداع لشقوتي
- هلالٌ سما غصنٌ زها رشأٌ رنا
- اذا شمت تحت الجتاجبين جفونه
- أرى السحر منها قاب قوسين أو دنا
- أما والذي لو شاء قصّر بينكم
- فلم يتعب الطيف المردد بيننا
- لقد خلقت للعشق فيكم جوانحي
- كما خلق الملك المؤيد للثنا
- مليكٌ له في العلم والجود همة ٌ
- ترى المال في الإقتار والعيش في العنا
- بني رتباً قد أعرب المدح ذكرها
- فيا عجباً من معربٍ كيف يبتنى
- وأولى الندى حجتى اقتنى الحمد مخلصاً
- فأكرم بما أولى وأعظم بما اقتنى
- وجلى ثغور الأرض من قلح العدى
- ولم لا وقد جرَّ الأراك من القنا
- يكاد يعد النبل في حومة الوغى
- أقاحاً وأطراف الأسنة سوسنا
- أخو فعلاتٍ تصرف الروع بائناً
- الى كلماتٍ تنفث السحر بيننا
- لئن أجريت ذكرى المعادن انني
- أرى أرضه للعلم والجود معدنا
- خليليَّ هذا من حماة ٍ محله
- فعوجاً على الأرض التي تنبت الهنا
- فلا جلقٌ بالسهم تمنع قاصداً
- ولا حلب الشهباء تلبس جوشنا
- غنيت بجدواه فأطربني السرى
- ولا عجبٌ أن يطرب المرء بالغنا
- ولا عيب فيه غير أني قصدته
- فأنستني الأيام أهلاً وموطنا
- تعلمت أنواع الكلام برفده
- فأصبحت أعلا الناس شعراً وأحسنا
- اذا قيل من ربّ المكارم في الورى
- أقل هو أو ربّ القريض أقل أنا
المزيد...
العصور الأدبيه