الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> إنسان عيني ساهر بك سافح >>
قصائدابن نباتة المصري
- إنسان عيني ساهر بك سافح
- يا أيها الانسان إنك كادح
- و جوانح ملئت عليك تحسرا
- هذا وهنّ إلى لقاك جوانح
- يا معرضاً قلبي عليه ومدمعي
- هذا مقيم هوى ً وهذا نازح
- يا يوسف الحسن البديع جماله
- و الله ما عيشي بهجرك صالح
- ان كان وجهك بدر سعد إنه
- من لحظك الفتاك سعدُ الذابح
- ماضرّ مثلك لائم إلاّ كما
- قد ضرّ أقمار الدجنَّة نابح
- و لقد يجدد فيك جرح حشاشتي
- طيرٌ على البان المرنح صادح
- يا فرط ضعفي حيث صرت فريسة
- و حمام بانات الحمى لي جارح
- عجباً لشخصك نافراً جرح الحشا
- فهو الغزال لديّ وهو الجارح
- و تغزل الأشعار فيك كواسد
- و لهنّ في مدح الجمال منادح
- و في ابن محمود المحامد حقها
- فغدت إلى علياه وهي طوامح
- وزكت أحاديث الورى عن مجده
- فجميع ما يحكون عنه مدائح
- الكاتم الصدقات وهي شهيرة ٌ
- كالمسك يكتم وهو شيء فائح
- و القائل الكلمات يقدر قدرها
- سور الكلام كأنهنّ فواتح
- من كل ساجعة السطور كأنما
- همزاتها وُرقٌ هناك صوادح
- و فريدة قد أقرحت عن مثلها
- فطن الورى فلذاك قيل قرائح
- واري الزنادِ فضائلاً وفواضلا
- هذا وما فيه لعمرك قادح
- يجدي ويسبح في الثناء فيحتوي
- أمد العلى فهو الجواد السابح
- و يزين رفعة بيته بجلاله
- فكأنما هي في السماء مصابح
- في كفه قلمٌ كأنّ رشاءه
- للرزق والدرر النفيسة مائح
- خافت مهابته الرماح فأذعنت
- حتى تخوفه السماكُ الرامح
- يا مانحي غرر اللهى متبسماً
- و العام مغبرّ الأسرة كالح
- جردتني سيفاً بمدحك قائماً
- حتى تضمّ علي ثرايَ صفائح
- فلأ شكرنك في القريض بسبق
- مع أنها عما بلغت طلائح
- و من المكارم أن تسامح عجزها
- إن الكريم ابن الكريم مسامح
المزيد...
العصور الأدبيه