الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي >>
قصائدابن نباتة المصري
- أودت فعالكِ يا أسما بأحشائي
- وا حيرتي بين أفعال وأسماء
- ان كان قلبك صخراً من قساوته
- فان طرفَ المعنى طرفُ خنساء
- ويحَ المعنى الذي أضرمت باطنه
- ما ذا يكابد من أهوالِ أهواء
- قامت قيامة قلبي في هواكِ فان
- أسكت فقد شهدت بالسقمِ أعضائي
- وقد بكى ليَ حتى الروضَ فاعتبروا
- كم مقلة ٍ لشقيق الغصن رمداء
- وأمرضتني جفون منكِ قد مرضتْ
- فكان أطيبَ من نجح الدوا دائي
- يا صاحبي أقلاّ من ملامكما
- ولا تزيدا بهذا اللوم اغرائي
- هذي الرياضُ عن الأزهار باسمة ٌ
- كما تبسم عجباً ثغر لمياء
- والأرض ناطقة ٌ عن صنع بارئها
- الى الورى وعجيبٌ نطقُ خرساء
- فما يصدكما والحالُ داعية ٌ
- عن شربِ فاقعة ٍ للهمّ صفراء
- راحاً غريتُ برياها ومشربها
- حتى انتصبت اليها نصب اغراء
- من الكميت التي تجري بصاحبها
- جري الرهان الى غايات سرَّاء
- سكراً أحيطت أباريقُ المدام به
- فرجعت صوتَ تمتامٍ وفأفاء
- من كفّ أغيد يحسوها مقهقهة َ
- كما تأوّد غصنٌ تحت ورقاء
- حسبي من الله غفرٌ للذنوب ومن
- جدوى المؤيد تجديدٌ لنعمائي
- ملك يطوق بالإحسان وفد رجا
- وبالظبا والعوالي وفد هيجاء
- ذا بالنضار وهذا بالحديد فما
- ينفكّ آسرَ أحبابٍ وأعداء
- داع لجودِ يدٍ بيضاء ما برحت
- تقضي على كل صفراءٍ وبيضاء
- يدافع النكباتِ الموعداتِ لنا
- حتى الرياح فما تسري بنكباء
- ويوقد الله نوراً من سعادته
- فكيف يطمع حسادٌ بإطفاء
- لو جاورت آل ذبيانٍ حماهُ لما
- ذموا العواقبَ من حالاتِ غبراء
- ولو حمى حملَ الأبراجِ دع حملاً
- يومَ الهباءة لمْ يقصد بدهياء
- ولو رجا المشتري ادراكَ غايته
- لدافعته عصاً في كف جوزاء
- مازال يرفع إسماعيلُ بيت على ً
- حتى استوت غايتا نسل وآباء
- مصرّفُ الفكر في حبّ العلوم فما
- يشفى بسعدي ولا يروى بظمياء
- له بدائع لفظ صاحبت كرماً
- كأنهن نجومٌ ذاتُ أنواء
- وأنملٌ في الوغى والسلم كاتبة ٌ
- إما بأسمرَ نضوٍ أو بسمراء
- تكفلت كل عام سحبُ راحته
- عن البرية إشباعي وإروائي
- فما أبالي اذا استكثرت عائلة ً
- فقد كفى همّ إصباحي وإمسائي
- نظمتُ ديوانَ شعر فيه واتخذت
- عليّ كتابه ديوان إعطاء
- وعادَ قولُ البرايا عبدُ دولتهِ
- أشهى وأشهرَ ألقابي وأسمائي
- محرَّر اللفظ لكن غرّ أنعمهِ
- قد صيرتني من بعض الأرقاء
- أعطي الزكاة َ وقدماً كنتُ آخذها
- يا قرب ما بين اقتاري وإثرائي
- شكراً لوجناء سارتْ بي إلى ملكٍ
- لولاهُ لم يطو نظمي سمعة َ الطائي
- عالٍ عن الوصفِ إلا أن أنعمهُ
- لجبر قلبي تلقاني بإصغاء
- ياجابرَ القلبِ خذها مدحة سلمتْ
- فبيتُ حاسدها أولى بإقواء
- مشت على مستحب الهمز مصمية ً
- نبالها كلَّ هماز ومشاء
- بيوت نظم هي الجناتُ معجبة
- كأن في كل بيتِ وجهَ حوراء
المزيد...
العصور الأدبيه