الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> أعدي بغيركُم دمع المحبينا >>
قصائدابن نباتة المصري
- أعدي بغيركُم دمع المحبينا
- حتى تلّون يوم البين تلوينا
- يا هاجرين بلا ذنبٍ سوى شجنٍ
- بين الجوانح لا ينفك يشجينا
- لا تسألوا ما جرى من فيض أدمعنا
- فيكم وما قد جرى من غدركم فينا
- أما الرجاء فما راعيتموه لقد
- غرّت بدوركمُ آمال سارينا
- كيف السبيل الى إنصاف قصتنا
- إذ خصمنا في سبيل الحكم قاضينا
- يجني علينا ويجني للأسى ثمراً
- شتان ما بين جانيكم وجانينا
- كونوا كما شئتموا نأياً ومقترباً
- إن لم تكونوا من الدنيا كما شينا
- إنا وإن غدرت فينا عهودكمُ
- من الذين همُ للعهد راعونا
- في قبلة العشق أو ميدان حليته
- نحن المصلون أو نحن المجلونا
- لا يقبس الوجد إلا من جوانحنا
- ويستقي الدمع إلا من مآقينا
- حمرٌ مدامعنا صفرٌ مناظرنا
- سودٌ مذاهبنا بيضٌ نواصينا
- لو كان في الألف منا واحد فدعوا
- من عاشقٌ ظنهم إياه يعنونا
- مذ اشتغلنا بتكرار الغرام بكم
- لم ينس خوف دروس العهد ماضينا
- لكنكم وجلال الله يكلؤكم
- تسترفضون جميلاً من توالينا
- وتصرفون لأقوام عنايتكم
- عنا وما قصرت عنكم مساعينا
- هي الحظوظ فعش منها بما وهبت
- ولا تقل عالياً عزمي ولا دونا
- يعني بذا دون هذا مع تماثله
- وقس على ما تراه السين والشينا
- همنا فإن يسلُ عن أسداء أنعمه
- كفّ الفلان فإن الدهر يسلينا
- لله در فلان الدين من رجلٍ
- يسرّ دنيا ويرضى بالتقى دينا
- فتى يضاعف أثمان الرجاء لمن
- سعى له ويراه بعدُ مغبونا
- جذلان تحذف جمع المال راحته
- حذف الاضافة في الأسماء تنوينا
- نستمنح المال مكيولا بأنعمه
- وننظم القول في علياه موزونا
- ويصبح المدح إلا في مناقبه
- كالبكر زوّجها الأهلون عنينا
- نعم الملاذ بجاهٍ أو نوال يدٍ
- في حادث الدهر يحمينا ويروينا
- كادت عطاياه أن تبقى معطلة
- لأن نائلها لم يبق مسكنا
- وكاد من لطف ألفاظٍ محررة ٍ
- يردّ سائله المفتن مفتونا
- يا جائل الطرف فسي السادات قف بحمى
- من ليس يحتاج تعريفاً وتبيينا
- لسنا نسميه إجلالاً وتكرمة ً
- وقدره المعتلي عن ذاك يغنينا
- شمه تجد حاجباً من نور طلعته
- لكنه لم يزل بالنجح مقرونا
- وآمراً بنوال القاصدين فما
- يزال فيهم رشيد الرأي مأمونا
- تريك أقلامه في بحر راحته
- فلكاً بما يمنع الآمال مشحونا
- كأنها وهيَ بالألفاظ مطربة ٌ
- قضبٌ تجيد عليها الورق تلحينا
- في كفّ أبلج يلقى الجود مفترضاً
- لدى علاه وحدّ العزم مسنونا
- له نجومٌ من الآراء نعرفها
- بصحة السعد لا حدساً وتخمينا
- وفكرة ذات ألفاظ منوّرة
- يكاد سامعها يجني البساتينا
- من مبلغ العرب عن شعري ودولته
- أنّ ابن عباد باقٍ وابن زيدونا
- حبرتها فيه زهراء المعاطف من
- أعلى وأنفس ما يهدي المجيدونا
- اذا رأيت قوافيها وطلعته
- فقد رأت مقلتاك البحر والنونا
- كأن ألفاظها في سمع حسدها
- كواكب الرجم يحرقن الشياطينا
- يا ماجداً فاز بادينا وحاضرنا
- به وأنجح قاصينا ودانينا
- إن كان يزداد شيءٌ بعد غايته
- فزادك الله في العلياء تمكينا
المزيد...
العصور الأدبيه