الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> أرأيت نهج الحق كيف يبين >>
قصائدابن نباتة المصري
- أرأيت نهج الحق كيف يبين
- ومطالع الوزراء كيف يكون
- والدرّ كيف يغيب في أدراجه
- ويعاود التقليد وهو ثمين
- والعضب يعرف قدره وعناءه
- إن سلّ أو غمضت عليه جفون
- لله أيّ بشارة سيارة ٍ
- قرت عيونٌ عندها وظنون
- دعت الوزارة أن يعود لشملها
- كفءٌ فقال لها الزمان أمين
- ما زال داجٍ أفقها حتى بدا
- من حضرة القدس السنا المكنون
- وسرى الوزير الى البلاد كما سرى
- للجدب منبجس الغمام هتون
- وتلقفت إفك الغواة يراعة ٌ
- ألقت عصاها في الأمور يمين
- محمرة فكأنها مخضوبة
- مما تقدّ من العدى وتبين
- حلفت فبرّت أن ستكشف ما دجى
- ولنعم مخضوب البنان يمين
- أعظم بهاتيك اليراعة إنها
- حصنٌ لأقطار البلاد حصين
- تفدي لقاصدها وتحفظ سرح ما
- وليتَ فتبذل ما تشا وتصون
- كم أطربت سمعاً لرافع قصة ٍ
- فكأن رجعَ صريرها تلحين
- ولكم جنت حرباً لطالب فتنة
- فكأنّ صفّ سطورها صفين
- نشأت بغيل الأسد يرضعها الحيا
- فلذاك تقسو تارة ً وتلين
- يا حبذا باب الوزير وحبذا
- بالقاصدين جنابه المشحون
- يلقاك من نور المهابة حاجبٌ
- لكنه بنواله مقرون
- وأغرّ لا يشكو النزيل ببابه
- ضرراً ولا يتظلم المسكين
- فرضت مواهبه وأرهف عزمه
- فتوافق المفروض والمسنون
- ذو راحة من برّها وعقابها
- من كلّ شارقة ٍ مني ومنون
- تجري بما نفع الورى أقلامها
- فكأنها بحرٌ وهن سفين
- وتنال ما أعيى الرجال كأنها
- جدٌّ وأبناء الزمان مجون
- أمعيد سرح الملك يزهى شأنه
- من بعد ما مرّت عليه سنون
- ألله جارك ما أبرّ شمائلاً
- تعنو الخطوب لامرها فتهون
- جن الذي يبغي مقامك في العلى
- ويروم شأوك والجنون فنون
- وفعائلاً تمضي إرادتها إذا
- ما صاحب الأفعال قد والسين
- لازال بابك ظله وفق الرجا
- ونزيله التأييد والتمكين
- وفرت مواهبه ورق مديحه
- فتشابه المكيول والموزون
المزيد...
العصور الأدبيه