الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن نباتة المصري >> أجبت منادي الحب من قبل ما دعا >>
قصائدابن نباتة المصري
- أجبت منادي الحب من قبل ما دعا
- فإن شئتما لوما وإن شئتما دعا
- لي الله قلباً صير الوجد شرعة ً
- وجفناً قريحاً صير الدمعَ مشرعا
- كنانة لحظٍ خلفتني من الهنا
- قصياً وفكري للهموم مجمعا
- وسالف عهدٍ بالعقيق ذكرته
- فعاد بدرّ المدمعين مرصعا
- يخوفني بالسقم لاحٍ وليت من
- عنانيَ أبقى فيّ للسقم موضعا
- بليت فلو رامتني العين ما رأت
- ولو أن فكري عارض السمع ما وعى
- وربّ زمانٍ كان لي فيه مالكٌ
- حبيبٌ سعى منه الفراق بما سعى
- فلما تفرقنا كأني ومالكي
- لطول اجتماع لم نبت ليلة ً معا
- من الغيد لو كان الملاح قصيدة
- لكان سنا خديه للشمس مطلعا
- أدار على ّ الدمع كأساً وطالما
- أدار عليّ البابليّ المشعشعا
- كأن التلاقي كان وفراً تسرعت
- أيادي ابن شادٍ فيه حتى تضعضعا
- إذا لم يكن للغيث في العام نجعة ً
- فحسبك بالملك المؤيد منجعا
- مليك أعاد الشعر سوقاً بدهره
- فجئت إلى أبوابه متبضعا
- ووالله لولا باعثٌ من مديحه
- لأصبح بيتُ الشعر عندي بلقعا
- أتعذلُ أقلامُ المدائح إن غدت
- له سجداً لا للأنام وركعا
- فدت طلعة البدر المنير أبا الفدا
- وإن كان أعلى من فداها وأرفعا
- ألم ترَ أنا قد سلونا بأرضه
- مراداً لنا في أرض مصرَ ومرتعا
- إذا ابن تقيّ الدين جاد نباته
- علينا فلا مدت يدُ النيل أصبعا
- أما والذي أنشى الغمام وكفه
- فجاد وقد ملّ السحاب فأقلعا
- لقد سُمعت للأولين فضائلٌ
- ولكنّ هذا الفضل ما جازَ مسمعا
- سحاب كما ترجى السحائب حفلاً
- وبأسٌ كما تنضي الصواعق لمعا
- وعلم ملأنا صحفه من فنونه
- فكانت على الأيام برداً موشعا
- وذكرٌ له في كل قلبٍ محبة ٌ
- على ابن عليّ يعذر المتشيعا
- له الله ما أزكاه في الملك نبعة
- وأعذب في سقيا المكارم منبعا
- هو الملك أغنى ماء وجهي وصانه
- فإن تقصر الامداح لم يقصر الدّعا
- غدت كلّ عامٍ لي اليه وفادة ٌ
- فيا حبذا من أجل لقياه كل عام
- تطوقت تطويق الحمام بجوده
- فلا عجبٌ لي أن أحومَ وأسجعا
- قضى الله إلا أن يقوم لقاصدٍ
- بفرض فان لم يلقَ فرضاً تطوعا
- حلفت لقد ضاع الثنا عند غيره
- ضياعاً وأما عنده فتضوعا
المزيد...
العصور الأدبيه