الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معتوق >> يَامِنَّة َ لَذَّ بِهَا السكرُ >>
قصائدابن معتوق
يَامِنَّة َ لَذَّ بِهَا السكرُ
ابن معتوق
- يَامِنَّة َ لَذَّ بِهَا السكرُ
- لا ينقضي منّي لها الشكرُ
- فَلقَ الدُّجَى بِعمودهِ الفخرُ
- وبَكى الندى وتَبَسَّمَ الزَهْرُ
- وتنفسَ النسرينُ عنْ عبقٍ
- منهُ بأذيالِ الصبا عطرُ
- والوقتُ قدْ لطفتْ شمائلهُ
- فصفا ورقَّ وراقتِ الخمرُ
- فانهضْ على قدمِ السرورِ إلى
- شمسٍ يَطوفُ بكاسِهَا بدرُ
- بكرٌ إذا ما الماءُ خالطها
- مِنهَا تولدَ لؤلؤٌ نَثرُ
- عذراءُ ما لَبني الخْلاعة ِ عَنْ
- خلعِ العذارِ بحبّها عذرُ
- نفسٌ مِنَ الياقوتِ سائلة ٌ
- روحٌ ولكنْ جسمها تبرُ
- تَبْدُو بَرَافِعُهَا فَتحْسبُهَا
- برداً تلظّى تحتهُ جمرُ
- نورٌ يكادُ فؤادُ شاربها
- للعينِ مِنهاينجلي السرُّ
- لطفتْ فخلنا ذاتَ جوهرها
- فَنِيَثْ وقامَ بِنَفْسِهَا السِرُّ
- تذرُ الزجاجَ بلونها ذهباً
- وكأنَّ سرَّ المومياءِ لها
- فِيها لكسرِ قلوبنا جبرُ
- وكأنما راووقُهادَنفٌ
- أجرى عقيقَ دموعهِ الهجرُ
- ومُهفهفٍ كالشمسِ طلعتُهُ
- بالجيدِ مِنهُ كَواكبٌ زُهْرُ
- شُغفتْ بقامتِهِ القَنَا فَلِذَا
- ألوانها لشحوبها سمرُ
- وَرأى البهارَ شقيقَ وَجنتِهَا
- بوشاحهِ معنى عبارتهِ
- رَقَّتْ وَدَقَّقْ شَرْحَهَا الْخَضْرُ
- وبلحظهِ وفؤادِ وإمقهِ
- سُكْرٌ لَهُ بِكِلَيْهِمَا كَسْرُ
- باتتْ تضاحكني براحتهِ
- رَاحٌ كَأَنَّ حَبَابَهَا ثَغْرُ
- فَأَرَضْتُهُ بَعْدَ الْجِمَاحِ بِهَا
- حتى تسهّلَ خُلقهُ الوعر
- نَظَمَ الْهَوَى عَقْدَ الْعِنَاقِ لَنَا
- وَمِنَ الْعَفَافِ تَضُمُّنَا أُزْرُ
- رفعَ الشبابُ حجابَ أوجهنا
- ومنَ الفتوّة ِ بيننا سترُ
- ولكمْ عرجتُ إلى محلِّ عُلاً
- فوقَ السماكِ وتحتهُ الغفرُ
- بمطهّمٍ مثلِ الظليمِ إذا
- مَا شَدَّ قُلْتُ بَأَنَّهُ صَقْرُ
- تدري المها أنْ لا نجاة َ لها
- منهُ ويعلمُ ذلكَ العفرُ
- فَإِذَا لَهُ آجَالُهَا عَرَضَتْ
- عرضتْ لها آجالها الحمرُ
- مثلُ الرياحِ رواحُ أربعة ٍ
- شهرٌ وسيرُ غدوّها شهرُ
- كَمُلَتْ صِفَاتُ الصَّافِنَاتِ بِهِ
- فبذاتهِ لجميعها حصرُ
- يَجْرِي وَيَجْرِي الْفِكْرُ يَتْبَعُهُ
- فيفوتُ ثمَّ ويحسرُ الفكرُ
- وَيَكَادُ أَنْ يرِدَ السَّمَاءَ إِذَا
- ظنَّ المجرّة َ أنها نهرُ
- أطلعتُ منهُ سهمَ حادثة ٍ
- يرمي بهِ عنْ قوسهِ الدهرُ
- حَتَّى بَلَغْتُ أَبَا الْحُسَيْنِ بِهِ
- فَبَلَغْتُ حَيْثُ يُرَفْرِفُ الْنَسْرُ
- حيثُ العلا ضربتْ سرداقهُ
- فيهِ وحلَّ المجدُ والفخرُ
- حيثُ التقى والفضلُ أجمعهُ
- تأوي إليهِ ويأمنُ البرُّ
- فَوَثِقْتُ مُنْذُ حَلَلْتُ سَاحَتَهُ
- أنْ لا يحلَّ بساحتي فقرُ
- ما زالَ يقذفُ لي جواهرهُ
- حتى علمتُ بأنّهُ بحرُ
- يُجْدِي نَدى ً وَيُفيدُ مَسْئَلَة ً
- فَنَوَالُهُ وَكَلاَمُهَ دُرُّ
- فوقَ الخصيبِ محلُّ رفعتهِ
- وبهِ الخويزة ُ دونها مصرُ
- كَمْ مِنْ أَيَادِيهِ لَدَيَّ يَدٌ
- ما ينقضي منّي لها الشكرُ
المزيد...
العصور الأدبيه