الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن معتوق >> هوى الكوكبُ الدريُّ منْ أفقِ المجدِ >>
قصائدابن معتوق
هوى الكوكبُ الدريُّ منْ أفقِ المجدِ
ابن معتوق
- هوى الكوكبُ الدريُّ منْ أفقِ المجدِ
- فتبّاً لقلبٍ لا يذوبُ منَ الوجدِ
- وَتَعْساً لِعَيْنٍ لاَ تَفِيضُ دُمُوعُهَا
- فَقَدْ غَاضَ بَحْرٌ مِنْ مُلُوكَ بَنِي الْمَهْدِي
- تداركهُ كسفُ الردى بعدَ تمّهِ
- فَحَالَ وَحَالَتْ دُونَهُ ظُلْمَة ُ اللَّحْدِ
- مضى فالنّهى منْ بعدهِ واجدُ الحشا
- وصدرُ العلى منْ بعدهِ فاقدُ الخلدِ
- بَرَتْهُ الْمَنَايَا وَهْوَ عُضْوٌ مِنَ النَّدَى
- فَأَصْبَحَ كَفُّ الْمَكْرُمَاتِ بِلاَ زَنْدِ
- أَلاَ فَانْدُبُوا يَا وَافِدُونَ ابْنَ مُحْسِنٍ
- فقدْ هدّ ركنُ الجودِ من كعبة ِ الوفدِ
- وَعَزُّوا بَنِي السَّادَاتِ فِيهِ فَإِنَّمَا
- بهِ رفعتْ منْ ذكرهمْ سورة ُ الحمدِ
- تَوَارَى فَأَوْرَى فِي الْقُلُوبِ صَبَابَة ً
- فَحَيَّا وَمَيْتاً لَمْ يَزَلْ وَاريَ الزَّنْدِ
- هَوَ ابْنُ رَسُولِ الله وَالْجَوْهَرُ الَّذِي
- تَكَوَّنَ مِنْ نُورِ النُّبُوَّة ِ وَالرُّشْدِ
- لَقَدْ وَهَبَ الدَّنْيَا لأَكْرَمِ وَالِدٍ
- وَآثَرَ فِي طُوبَى الْقُدُومَ عَلَى الْجَدِ
- تَنَازَعُ فِيهِ الْحُورُ حُبّاً وَغَيْرَة ً
- وَتَغْبِطُهُ الوُلْدَانُ فِي جَنَّة ِ الْخُلْدِ
- لَوَ انَّ بَنَاتِ النَّعْشِ فِي سَمْكِ نَعْشِهِ
- لَصَارَتْ لِبَدْر التِّمِّ مِنْ أَكْرَمِ الْوُلْدِ
- فَحَقّاً لِمَلْكِ الْحَوْزِ يَشْكُو فِرَاقَهُ
- فعنْ غابهِ قدْ غابَ خيرُ بني الأسد
- وَحَقَّا لِعَيْنِ الْحَرْبِ تَبْكِي لَهُ دَماً
- فَقَدْ فَقَدَتْ فِي فَقْدِهِ سَيْفَهَا الْهِنِدِي
- وَحَقُّ الْعُلَى أَنْ تَنْبُشَ الأَرْضَ بَعْدَهُ
- فقدْ ضيّعتْ في التربِ واسطة َ العقدِ
- سَرَى طِيْبُهُ فِي الأَرْضِ حَتَّى كَأَنَّمَا
- تَبَدَّلَ مِنْهَا الطِّيْبُ بِالْعَنْبَرِ الْوَرْدِي
- فحسبكَ يا أكفانهُ فيهِ مفخراً
- فإنّكَ منْ نصلِ العلا موضعُ الغمدِ
- ويا نعشهُ باللهِ كيفَ حملتهُ
- ويا لحدهُ كيفَ انطويتَ على أحدِ
- جوادٌ على آثارِ آبائهِ جرى
- وأجدادهِ الغرِّ الغطارفة ِ اللّدِّ
- وَلَوْ لَمْ تَعُقْهُ الْحَادِثَاتُ عَنِ الْمَدَى
- لأدركَ منْ غاياتهمْ غاية َ القصدِ
- وَلَوْ أَنَّ شَقَّ الْحَبِيبِ قَدْ رَدَّ فَائِتاً
- لَقَلَّ وَإِنِّي قَدْ شَقَقْتُ لَهُمْ كِبْدِي
- ولو قبلَ الموتُ الفداءَ فديتهُ
- ولكنّهُ لنْ يعطي الحرَّ بالعبدِ
- بَنُو الْمَجْدِ لاَ أَصْمَتْكُمُ أَسْهُمُ الرَّدَى
- ولا شلّتِ الأيامَ منكمْ يدَ الرّفدِ
- وَلاَ امْتَحَنَتْ بِالْبَيْنِ يَوْماً عُيُونَكُمْ
- وَلاَ أَحْرَقَتْ أَحْشَاءَكُمْ لَوْعَة ُ الْبُعْدِ
- ولا برحتْ آراءكمْ وأكفّكمْ
- مَصَابِيْحُهَا تَهْدِي وَرَاحَاتُهَا تُجْدِي
المزيد...
العصور الأدبيه