قصائدابن معتوق



ضحكتْ فبانَ لنا عقودُ جمانِ
ابن معتوق



  • ضحكتْ فبانَ لنا عقودُ جمانِ

  • فَجَلَتْ لَنَا فَلَقَ الصَّبَاحِ الثَّانِي

  • وتزحزحتْ ظلمُ البراقعِ عن سنى

  • وَجَنَاتِهَا فَتَثَلَّثَ الْقَمَرَانِ

  • وتحدَّثتْ فسمعتُ لفظاً نظقهُ

  • سحرٌ ومعناه سلافة ُ حانِ

  • ورنتْ فجرَّحتِ القلوبَ بمقلة ٍ

  • طَرْفُ السِّنَانِ وَطَرْفَهُا سِيَّانِ

  • وَتَرَنَّمَتْ فَشَدَتْ حَمَائِمُ حَلْيِهَا

  • وَكَذَاكَ دَأْبُ حَمَائِمِ الأَغْصَانِ

  • لَمْ تَلْقَ غُصْناً قَبْلَهَا مِنْ فِضَّة ٍ

  • يهتزُّ في ورقٍ من العقبانِ

  • عربيَّة ٌ سعدُ العشيرة ِ أصلها

  • وَالْفَرْعُ مِنْهَا مِنْ بَنِي السُّودَانِ

  • خودٌ تصوَّبَ عند رؤية ِ خدِّها

  • آرَاءُ مَنْ عَكَفُوا عَلَى النِّيرَانِ

  • يَبْدُو مُحَيَّاهَا فَلَوْلاَ نُطْقُهَا

  • لحسبتها وثناً منَ الأوثانِ

  • لَمْ تَصْلِبِ الْقُرْطَ الْبَرِيَّ لِغَايَة ٍ

  • إِلاَّ لِتَنْصُرَ دَوْلَة َ الصُّلْبَانِ

  • وَكَذَاكَ لَمْ تَضْعُفْ جُفُونُ عُيُونِهَا

  • إِلاَّ لِتَقْوَى فِتْنَة ُ الشَيْطَانِ

  • خَلْخَالُهُا يُخْفِي الأَنِينَ وَقُرْطُهَا

  • قَلِقٌ كَقَلْبِ الصَّبِّ فِي الخْفَقَانِ

  • تَهْوَى الأَهِلَّة ُ أَنْ تُصَاغَ أَسَاوِراً

  • لِتَحِلَّ مِنْهَا فِي مَحَلِّ الْجَانِي

  • بخمارها غسقٌ وتحتَ لثامها

  • شفقٌ وفي أكمامها الفجرانِ

  • سُبْحَانَ مَنْ بِالْخَدِّ صَوَّرَ خَالَهَا

  • فأزان عينَ الشَّمس بالإنسانِ

  • أَمَرَ الْهَوَى قَلْبِي يَهِيمُ بِحُبِّهَا

  • فأطاعهُ ونهيتهُ فعصاني

  • هِيَ فِي غَدِيرِ الشَّهْدِ تَخْزِنُ لُؤْلُؤاً

  • وأجاجُ دمعي مخرجُ المرجانِ

  • كثرتْ عليَّ العاذلون بها فلوْ

  • عَدَّدْتُهُمْ سَاوَوْا ذُنُوبَ زَمَانِي

  • يَا قَلْبُ دَعْ قَوْلَ الْوُشَاة ِ فَإِنَّهُمْ

  • لو أنصفوكَ لكنتَ أعذرَ جانِ

  • أصحابُ موسى بعدهُ في عجلهمْ

  • فَوْقَ التَّرَاقِي أَوْ عَلَى التِّيجَانِ

  • عذبَ العذابُ بها لديَّ فصحَّتي

  • سُقْمِي وَعِزِّي فِي الْهَوَى بِهَوَاني

  • للهِ نُعْمَانُ الأَرَاكِ فَطَالَمَا

  • نعمتْ به روحي على نعمانِ

  • وسقى الحيا بمنى ً كرامَ عشيرة ٍ

  • كفلوا صيانتها بكلِّ أمانِ

  • أَهْلُ الْحَمِيَّة ِ لاَ تَزَالُ بُدُورُهُمْ

  • تَحْمِي الشُّمُوسَ بِأَنْجُمِ الْخِرْصَانِ

  • أسدٌ تخوضُ السَّابغاتُ رماحهمْ

  • خوضَ الأفاعي راكدَ الغدرانِ

  • ترَوْى بِهِمْ رُبْدُ كَأَنَّ سِهَامَهُمْ

  • وَهَبَتْ لَهُنَّ قَوَادِمَ الْعِقْبَانِ

  • كمْ من مطوَّفة ٍ بهمْ تشدو على

  • رطبِ الغصونِ ويابس العيدانِ

  • لانتْ معاطفهمْ وطابَ أريجهم

  • فكأنَّهم قضبٌ من الرَّيحانِ

  • مِنْ كُلِّ وَاضِحَة ٍ كَأَنَّ جَبِينَهَا

  • قبسٌ تقنَّعَ في خمارِ دخانِ

  • وَيْلاَهُ كَمْ أَشْقَى بِهِمْ وَإِلَى مَتَى

  • فِيْهِمْ يُخَلَّدُ بِالْجَحِيمِ جَنَانِي

  • وَلَقَدْ تَصَفَّحْتُ الزَّمَانَ وَأَهْلَهُ

  • ونقدتُ أهلَ الحسنِ والإحسانِ

  • فَقَصَرْتُ تَشْبِيبي عَلَى ظَبَيَاتِهِمْ

  • وحصرتُ مدحي في عليِّ الشَّانِ

  • فَهُمُ دَعَوْنِي لِلنَّسِيبِ فَصُغْتُهُ

  • وَأَبُو الْحُسَيْنِ إِلَى الْمَدِيحِ دَعَانِي

  • ملكٌ عليَّ إذا هممتُ بمدحهِ

  • تُمْلِي شَمَائِلُهُ بَدِيعَ مَعَانِي

  • جَارِيْتُ أَهْلَ النَّظْمِ تَحْتَ ثَنَائِهِ

  • فَتَلَوْا وَحَلْبَتُهُمْ خُيُولُ رِهَانِ

  • مضمونُ ما نثرتْ عليَّ بنانهُ

  • ولسانهُ أبرزتهُ ببيانِ

  • أُذُنُ الْكَلِيمِ وَحُلَّ عَقْدُ لِسَانِي

  • سَمْحٌ إِذَا مَا شِئْتَ وَصْفَ نَوَالِهِ

  • حَدِّث وَلاَ حَرَجٌ عَنِ الطُّوفَانِ

  • بِالْبَحْرِ كَنِّ وَبِالْغَمَامِ عَنِ اسْمِهِ

  • والبدر والضرغامِ لا بفلانِ

  • صرعتْ ثعالبهُ الأسود فأصبحتْ

  • مَحْشُوَّة ً بِحَوَاصِلِ الْغِرْبَانِ

  • بَطَلٌ يُرِيكَ إِذَا تَحَلَّلَ دِرْعُهُ

  • أسدَ العربينِ بحلَّة ِ الثعبانِ

  • رَشْفُ النَّجِيعِ مِنَ الأَسِنَّة ِ عِنْدَهُ

  • رَشَفَاتٌ حُمْرِ بِوَارِقِ الأَسْنَانِ

  • يَرْتَاحُ مِنْ وَقْعِ السُّيُوفِ عَلَى الطُّلاَ

  • حتَّى كأنَّ صليلهنَّ أغاني

  • ويرى كعوبَ السُمرِ سمرَ كواعب

  • وَذُكُور بِيْضِ الْهِنْدِ بِيْضَ غَوَانِي

  • لمْ يستطعْ وتراً يلذُّ له سوى

  • أَوْتَارِ كُلِّ حَنِيَّة ٍ مِرْنَانِ

  • قرنُ يقارنُ حظَّه بحسامهِ

  • فيعود سعداً ذابحَ الأقرانِ

  • صاحٍ تدبُّ الأريحيَّة ُ للنَّدى

  • فيه دبيبَ السُّكر بالنَّشوانِ

  • ذو رواحة ٍ هي للعدى جرَّاحة ٌ

  • نَقْعٌ وَلَمْعٌ مُهَنَّدٍ وَسِنَانِ

  • أَطْوَاقُ فَضْلٍ كَالْخَوَاتِمِ أَصْبَحْتْ

  • بيديه وهي طوارقُ الحدثانِ

  • بالنَّحسِ تقضي والسَّعادة فالورى

  • منهنَّ بينَ تخوفٍ وأمانِ

  • في سلمها تهبُ البدورَ في الوغى

  • بالشُّهبِ تقدفُ ماردَ الفرسانِ

  • قد أضحكَ الدُّنيا سروراً مثل ما

  • أَبْكَى السُّيُوفَ وَأَعْيُنَ الْغِزْلاَنِ

  • حُرٌّ تَوَلَّدَ مِنْ سُلاَلَة ِ مَطْلَبٍ

  • خَلَفِ الأَيَّمِة ِ مِنْ بَنِي عَدْنَانِ

  • مِنْ هَاشِمٍ أَهْلِ الْمَفَاخِرِ وَالتٌّقَى

  • وَالأَمْرِ بِالْمَعْرُوفِ وَالإِيمَانِ

  • بيتِ النبوة ِ والرِّسالة ِ والهدى

  • وَالْوَحْي وَالتَّنْزِيلِ وَالْفُرْقَانِ

  • قَوْمٌ تَقَوَّمَ فِيْهِمُ أَوَدُ الْعُلاَ

  • والدِّين أصبحَ آبدَ الأركانِ

  • قد حالفوا سهرَ العيونَ وخالفوا

  • أَمْرَ الْهَوَى فِي طَاعَة ِ الرَّحْمانِ

  • مِنْ كُلِّ مَنْ كالْبَدْرِ كَلَّفَ وَجْهَهُ

  • أثرَ السُّجود فزاد في اللَّمعان

  • أَشْبَاحُ نُورٍ فِي الزَّمَانِ وُجُودُهُمْ

  • روحٌ لهذا العالمِ الجسماني

  • أَقْرَانُ حَرْبٍ كُلَّمَا اقْتَرَنُوا لَدَى الْـ

  • هيْجَاءِ تَحْسَبُهُمْ لُيُوثَ قِرانِ

  • لبسوا سوابغهمْ لأجلِ سلامة ِ الـ

  • ـأَعْرَاضِ لاَ لِسَلاَمَة ِ الأَبْدَانِ

  • وتحمَّلوا طعنَ الرِّماحِ لأنَّهمْ

  • لاَ يَحْمِلُونَ مَطَاعِنَ الشَّنَآنِ

  • بوركتَ من ولدٍ جريتَ بإثرهمْ

  • فَبَلَغْتَ غَايَتَهُمْ بِكُلِّ مَكَانِ

  • جَدَّدْتَ آثَارَ الْمَآثِرِ مَنْهُمُ

  • وَوَرِثْتَ مَا حَفِظُوا مِنْ الْقُرْآنِ

  • مَوْلاَيَ لاَ بَرِحَتْ تُهَنِّيكَ الْعُلاَ

  • بختانِ غرٍّ أكرمِ الفتيانِ

  • نطفٌ مطهَّرة ُ الذَّواتِ أزدتهمْ

  • نُوراً عَلَى نُورٍ بِطُهْرِ خِتَانِ

  • خُلَفَاءُ مَجْدٍ مِنْ بَنِيْكَ كَأَنَّهُمْ

  • لِلأَرْضِ قَدْ هَبَطُوا مِنَ الرُّضْوَانِ

  • أقمارُ تمٍّ لا يوقَّى نقصها

  • إلاَّ بليلِ عجاجة ِ الميدانِ

  • وَفِرَاخُ فَتْحِ قَبْلَ يَنْبُتُ رِيشُهَا

  • هَمَّتْ بِصَيْدِ جَوَارِحِ الشُّجْعَانِ

  • بلغوا وما بلغوا الكلامَ فأدركوا

  • رُشْدَ الْكُهُولِ بِغِرَّة ِ الصِّبْيَانِ

  • ما جاوزوا قدرَ السِّهامِ بطولهم

  • فَتَطَوَّلُوا وَسَمَوْا عَلَى المُرَّانِ

  • شَرَرٌ تَوَارَتْ فِي زَنَادِكَ إِذْ وَرَتْ

  • أمستْ شموسَ مسرَّة ٍ وتهانِ

  • قبساتُ أنوارٍ تعودُ إلى اللقا

  • شعلاً تذيبُ مواضعَ الأضغانِ

  • سَتَرُدُّ عَنْكَ الْمَشْرَفِيَّة َ وَالْقَنَا

  • ولديكَ تشهدُ كلَّ يومِ طعانِ

  • وستضحكُ البيضُ الظُّبا بأكفهمْ

  • ضحكَ البروقِ بعارضٍ هتَّان

  • وتميلُ من خمرِ النَّجيعِ رماحهمْ

  • مِثْلَ الْسُّكَارَى فِي سُلاَفِ دِنَانِ

  • فَاسْلَمْ وَدُمْ مَعْهَمْ بِأَسْبغِ نِعْمَة ٍ

  • والذِّ عيشٍ في أتمِّ تدانِ



أعمال أخرى ابن معتوق



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك