الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن عبد ربه >> واكَبِدا قدْ قُطِّعَتْ كَبِدي! >>
قصائدابن عبد ربه
واكَبِدا قدْ قُطِّعَتْ كَبِدي!
ابن عبد ربه
- واكَبِدا قدْ قُطِّعَتْ كَبِدي!
- وحَرَّقَتْهَا لواعِجُ الْكَمَدِ
- ما ماتَ حَيٌّ لِمَيِّتٍ أَسَفاً
- أَعْذَرَ مِنْ والِدٍ على وَلَدِ
- يا رحمة َ اللهِ جاوري جدثاً
- دفنتُ فيهِ حُشاشتي بيدي
- ونوِّري ظلمة َ القبورِ على
- مَنْ لَمْ يَصِلْ ظُلْمُهُ إلى أَحَدِ
- مَنْ كانَ خِلْواً مِنْ كُلِّ بائِقَة ٍ
- وَطَيِّبَ الرُّوحِ طاهِرَ الجَسَدِ
- يا موتُ ، يحيى لقدْ ذهبتَ بهِ
- ليسَ بزُمَّيلة ٍ ولا نكدِ
- يا موتهُ لو أقلتَ عثرتَهُ
- يا يَوْمَهُ لو تَرَكْتَهُ لِغَدِ!
- يا موتُ لو لم تكُنْ تُعاجلهُ
- لكان ، لا شكَّ ، بيضة َ البلدِ
- أو كُنْتَ رَاخَيْتَ في العِنانِ لَهُ
- حَازَ العُلا واحْتَوى على الأَمدِ
- أَيَّ حُسَامٍ سَلبْتَ رَوْنَقَهُ
- وَأَيَّ رُوحٍ سَلَلْتَ مِنْ جَسَدِ
- وَأَيَّ سَاقٍ قَطَعْتَ مِنْ قَدَمٍ
- وأيُّ كفٍّ أزلتَ منْ عضُدِ ؟
- يا قمراً أجحفَ الخسوفُ بهِ
- قبلَ بلوغِ السَّواءِ في العدَدِ
- أيُّ حشاً لمْ تذُبْ لهُ أسفاً
- وَأَيُّ عَينٍ عَليْهِ لَمْ تَجُدِ
- لا صبرَ لي بعدَهُ ولا جلدٌ
- فُجعتُ بالصَّبرِ فيهِ والجلدِ
- لو لَمْ أَمُتْ عِنْدَ مَوْتِه كَمداً
- لحُقَّ لي أنْ أموتَ منْ كمدي
- يَا لَوْعَة ً مَا يَزَالُ لاعجُها
- يَقْدَحُ نَارَ الأَسَى على كبِدِي
المزيد...
العصور الأدبيه