الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن عبد ربه >> ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا >>
قصائدابن عبد ربه
ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا
ابن عبد ربه
- ألمَّا على قصرِ الخليفة ِ فانظُرا
- إلى مُنية ٍ زهراءَ شيدتْ لأزهرا
- مُزَوَّقة ٍ تستودعُ النجمَ سرَّها
- فتحسَبُهُ يُصغي إليها لتُخبَرا
- هيَ الزهرة ُ البيضاءُ في الأرضِ أُلبستْ
- لها الزهرة ُ الحمراءُ في الجوِّ مِغْفَرا
- يودُّ وداداً كلُّ عضوٍ ومِفصلٍ
- لمبصرُها لو أنَّه كان أبصرا
- بناءٌ إذا ما الليلُ حلَّ قِناعَهُ
- بَدا الصُّبحُ من أَعرافِه الشمِّ مُسْفِرا
- تعالى عُلُوّاً فاتَ عن كلِّ واصفٍ
- إذا أكثَروا في وصفِه كان أكثَرا
- ترى المنية َ البيضاءَ في كلِّ شارقٍ
- تلبَّسُ وجهَ الشمس ثَوباً مُعصفرا
- إذا سَدَلتْ سِتراً على كلِّ كوكبٍ
- كبا نورُه من نورِها فتستَّرا
- فإن عذرتْ شمسُ الضُّحى في نجومِها
- على الجوِّ كان القصرُ في الشمس أعذرا
- ودونَكَ فانظرْ، هل تَرى من تفاوُتٍ
- به أو رأتْ عيناكَ أحسنَ منظرا
- ترى السَّوسنَ المُنآدَ بينَ رِياضِها
- تلألأُ حسناً في بهارٍ تَدنَّرا
- توشَّحنَ من هذا اليمانيِّ مِثْلما
- تأزَّرْنَ من ذاكَ المَلاءِ المُزَعْفرا
- بموشيَّة ٍ يُهدى إليها نسيمُها
- على مفرقِ الأرواحِ مسكاً وعَنبرا
- سِداوَتُها من ناصعِ اللونِ أبيضٍ
- ولُحمتُها من فاقعِ اللونِ أصفرا
- تُلاحظُ لحظاً من عيونٍ ، كأنها
- فُصوصٌ من الياقوتِ كُلِّلْنَ جَوهَرا
- تَفكَّهْ أمينَ الله وابنَ أمينهِ
- بجنَّة ِ دُنيا رائحاً ومُبكِّرا
- إمامَ الهُدى لا زلتَ في ظلِّ حَبْرة ٍ
- ولا زلتُ أكسوكَ الثناءَ المحبَّرا
المزيد...
العصور الأدبيه