الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن سهل الأندلسي >> وِرْداً فَمَضمونٌ نجاحُ المصدرِ >>
قصائدابن سهل الأندلسي
- وِرْداً فَمَضمونٌ نجاحُ المصدرِ
- هيَ عزة ُ الدنيا وفوزُ المحشرِ
- نادى الجِهادُ بِكُمْ لنصرٍ مُضْمَرٍ
- يبدو لَكُمْ بَينَ العتِاقِ الضُمَّرِ
- خلُّوا الديارَ لدارِ خُلدٍ واركبوا
- غمرَ العجاجَ إلى النعيمِ الأخضرِ
- وتسوَّغوا كَدِرَ المناهِل في السُّرى
- ترووا بماءِ الحوضِ غيرَ مكدَّرِ
- و تجشموا البحرَ الأجاجَ فإنهُ
- سببٌ بهِ تردونَ نهرَ الكوثرِ
- و تحملوا حرَّ الهجيرِ فإنهُ
- ظلٌّ لَكُمْ يومَ المُقامِ الأكبرِ
- يا مَعشرَ العربِ الذين تَوارثُوا
- شيمَ الحمية ِ أكبراً عن أكبرِ
- إنَّ الإلهَ قد اشترى أرواحكم
- بيعوا ، ويهنكمُ ثوابُ المشتري
- أنتم أحَقُّ بنصرِ دينِ نبيّكم
- وبِكم تمهّدَ في قديمِ الأعصُرِ
- أنتمْ بنيتمْ ركنهُ فلتدعموا
- ذاكَ البناءَ بكُلِّ ألعسَ أسْمرِ
- لكمُ صرائمُ لو ركبتمُ بعضها
- أعتنكمُ عنْ كلَّ طرفٍ مضمرِ
- ولو کنّكُمْ جَهّزْتُمُ عزماتِكُمْ
- لهزمتُمُ مِنْها العدوَّ بعسكرِ
- ولو کنّكُمْ سدَّدْتُمُ همّاتكم
- طَعَنَتْهُمُ قبلَ القَنا المتأطِّرِ
- أضحى الهدى يشكو الظّما ولأنتُمُ
- ظلٌّ وريٌّ كالرَّبيعِ المُمْطِرِ
- و علا الجزيرة َ غيهبٌ وعمودكم
- مطويّة ٌ فَوْقَ الصَّباحِ المُسْفِرِ
- الدينُ ناداكُمْ وفَوْقَ سروجِكمْ
- غوثُ الصريخِ وبغية ُ المستنرِ
- لَمْ يَبْقَ للإسلامِ غَيرُ بقيّة ٍ
- قَدْ وُطّنَتْ للحادثِ المُتَنكِّرِ
- و الكفرُ ممتدُّ المطالعِ ، والهدى
- مُتَمسّكٌ بذنابِ عيشٍ أغبرِ
- البيضُ تقلقُ في الغمودِ مضاضة ً
- للحقّ أن يلقي يدَ المستصغرِ
- والخيلُ تَضجَرُ في المَرابطِ حسرة ً
- ألاَّ تَجُوس خلالَ رَهطِ الأصْفرِ
- كم نكروا من معلمٍ ، كم دمروا
- من مَعشرٍ، كم غيّروا من مَشعرِ
- كم أبطَلُوا سُننَ النبيّ، وعطّلوا
- من حِلْية ِ التّوحِيدِ ذروة َ مِنبرِ
- أينَ الحفائظُ ما لها لم تنبعثْ ؟
- أينَ الغرائمُ ما لها تنبري ؟
- أيهزُّ منكمْ فارسً في كفهِ
- سيفاً ودينُ محمدٍ لمْ ينصرِ ؟ !
- أمْ كيفَ تفتخرُ الجيادُ بأعوجٍ
- فيكُمْ وتنتسبُ الرماحُ لِسَمْهَرِ؟
- هزوا معاطفكمْ لسعيٍ تكتسي
- فيه ثيابَ مثوبة ٍ أو مفخرِ
- جدوا ونموا بالجهادِ أجوركم
- ما خَابَ قَصْدُ مُشمِّرٍ ومُثمِّرِ
- عند الخطوبِ النكرِ يبدو فضلكم
- والنارُ تُخبرُ عن ذكاء العَنبرِ
- لو صُوّر الإسلامُ شخصاً جاءكم
- عَمْداً بنفسِ الوامِقِ المُتحيِّرِ
- لو أنّه نادى لنَصرٍ خصَّكُمْ
- و دعاكمُ يا أسرتي يا معشري
المزيد...
العصور الأدبيه