قصائدابن سهل الأندلسي



للهِ سرُّ جمالٍ أنتَ موضعهُ
ابن سهل الأندلسي



  • للهِ سرُّ جمالٍ أنتَ موضعهُ

  • والسرُّ حَيْثُ يَشاءُ اللَّهُ يودِعُهُ

  • من كانَ يُنْكرُ أنّ الخَلْقَ جُمِّعَ في

  • شخصٍ فَفِيكَ بَيانٌ ليس يدفَعُهُ

  • فمنكَ في كلَّ عينٍ ما تقرُّ بهِ

  • و منكَ في كلَّ جأشٍ ما يروعهُ

  • إذا انْطَوَى لك قَلْبٌ فوقَ مَوْجدة ٍ

  • تبرأتْ منهُ أو عادتهُ أضلعهُ

  • للناسِ إن ركبوا نهجَ الفخارِ بنيـ

  • ـات الطريقِ ولابنِ الجدِّ مَهْيعُهُ

  • ما صورتْ لسوى التنويلِ راحتهُ

  • و لا لغيرِ استماعِ الحمدِ مسمعهُ

  • وجهٌ يُضيءُ ويُمنى سَيْبُها غَدِقٌ

  • كالبدرِ وافقَ فيضَ النيلِ مطلعهُ

  • كالغيثِ لكنهُ ريٌّ بلا شرقٍ

  • والغَيثُ قد يُشرِقُ الورَّادَ مَشْرَعُهُ

  • كالطلَّ لكن يردى النورَ لابسهُ

  • والظلِّ لا يقبلُ الأنوارَ موقِعُهُ

  • بِفِكرِهِ من مَصيفٍ شبَّ لفحتُهُ

  • و كفهِ من ربيعٍ ربَّ مربعهُ

  • زادتْ وزارتهُ إذ ثنيتْ شرفاً

  • مُزَوَّجُ الدُّرِّ أبهاهُ وأبْدعُهُ

  • إحداهُما صارِمٌ مِنْ فَوْقَ عاتِقِهِ

  • وأِخْتُها عَلَمٌ في الكفِّ يَرفعُهُ

  • أو هُدْبُ حُلّتِهِ في السلمِ يلبَسُها

  • و هذهِ في الوغى سردٌ يدرعهُ

  • أو تلكَ مغفرُ عزٍ فوقَ مفرقهِ

  • و تلكَ تاجٌ معاليهِ ترصعهُ

  • مَنْ عَزْمُهُ لِصُدوعِ الحقِّ يَجبرها

  • و رأيهُ لظلامِ الشكّ يصدعهُ

  • فذاكَ بابٌ إلى الإرشادِ يَشْرَعُهُ

  • و ذا سنانٌ إلى الإلحاد يشرعهُ

  • كم ماكرٍ بطلتْ عن ذاك خدعتهُ

  • وذِي عتوٍّ بهذا لأنَ أخْدعُهُ

  • وكَمْ مكانٍ مِنَ العَلْياءِ يَفْرَعُهُ

  • بذا وكمْ نظرٍ عنْ ذا يفرعهُ

  • فإنْ رمى قرطستْ بالسهمِ نزعتهُ

  • و إنْ رأى صادفَ التوفيقَ منزعهُ

  • تنبو المضاجعُ عنهُ في الدجى سهراً

  • ليطمئنَّ بجنبِ الدِّينِ مَضْجِعُهُ

  • فلا الكثيرُ منَ الدنيا يشاغلهُ

  • و لا الكفافُ منَ العلياءِ يقنعهُ

  • لطَابَ نَفسُ أميرِ المؤمِنينَ ولَمْ

  • يدعْ لصوتِ الهدى الداعي تورعهُ

  • لمّا تحرَّكَ يأجوجُ النّفاقِ بنى

  • لَهُ سدادُكَ سدّاً لا يضعضعُهُ

  • لو أعربتْ طاعة ٌ عن طائعٍ شهدتْ

  • بأنها لكَ طوقٌ ليسَ تخلعهُ

  • ولو تُشَقُّ عن المنصورِ تُرْبَتُهُ

  • أثنى عَلَيكَ لعَهْدٍ لا تضيِّعُهُ

  • حفظتَ للحافظِ المرحومِ سيرتهُ

  • و الأصلُ إن طابَ طابتْ عنه أفرعهُ

  • رجاحة ٌ عصتِ الغاوينَ نبعتها

  • و نائلٌ طاوعَ العافينَ منبعهُ

  • شيدتَ عهدك فالتقوى دعائمهُ

  • و اشتقَّ منهُ بناءٌ ظلتَ تصنعهُ

  • فالعهدُ أكرمُ منويٍ وأوثقهُ

  • و الدارُ أسعدُ مبنيٍ وأرفعهُ

  • أنْتَ الذي أُسِّسَتْ بالصدق بَيعتهُ

  • كمثلِ ما أسستْ باليمنِ أربعهُ

  • ما بالبناءِ اضطرارٌ أن تحسِّنَهُ

  • سكناكَ يملأهُ حسناً ويوسعهُ

  • منازلُ البدرِ لا تحتاجُ تحلية ً

  • فغرة ُ البدرِ فيها الحليُ أجمعهُ

  • أمّا الفَعالُ فمَا تأتِيهِ أشْرَفُهُ

  • أو الكَلامُ فشعري فِيكَ أبْدَعُهُ

  • تبرع النظمُ في يحيى وطاوعني

  • وَمِنْ بَراعة ِ مَمْدُوحي تبرُّعُهُ

  • راجيك مستشعرٌ حربَ الخطوبِ وما

  • غيرُ الخطابة ِ والأشعارِ مَفْزَعُهُ

  • لَوْ قادَ مِنْ فَقْرِهِ قَوْلاً يُفَقِّرُهُ

  • أوْ لوْ يشجعهُ لفظٌ يسجعهُ

  • و شيمة ُ الزمنِ المذمومِ تؤيسهُ

  • و عادة ُ السيد المحمودِ تطمعهُ

  • أيسلمُ المجدُ آمالي إلى قلمٍ

  • تنهلُّ لي رحمة ً في الطِّرْسِ أدْمُعُهُ

  • إلَيْكَ مرجعُ تأميلي فَكَيفَ ترى

  • تَخْييبَهُ ولأوفى الناس مَرْجِعُهُ

  • علقتُ أمداحكَ الحسنى على أذني

  • تمائماً منْ جنونِ العدمِ تمنعهُ



أعمال أخرى ابن سهل الأندلسي



المزيد...

العصور الأدبيه



تجنب هذه الأخطاء عند شراء شقتك