الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن سهل الأندلسي >> غَنّتْ وناصِيَة ُ الظَّلماء لم تَشِبِ >>
قصائدابن سهل الأندلسي
غَنّتْ وناصِيَة ُ الظَّلماء لم تَشِبِ
ابن سهل الأندلسي
- غَنّتْ وناصِيَة ُ الظَّلماء لم تَشِبِ
- فليتها إذ كتمتُ الحبَّ لم تشِ بي
- ناحتْ ونحتُ ولم يدللْ عليّ سوى
- دمعٍ يفرقُ بينَ الحزنِ والطربِ
- شجوي طويلٌ ولكنْ ما قنعتُ بهِ
- حتى استعنتُ بشجو الورق في القضبِ
- مثل الرميميّ لم يقنعهُ تالدهُ
- مجداً فأيدَ موروثاً بمكتسبِ
- للَّهِ علمٌ وإقْدَامٌ حَكى بِهِما
- بأسَ الرجومِ ونورَ الأنجمِ الشُّهُبِ
- أوْفى به السبقُ في حُكْمٍ وفي حِكَمٍ
- مقسم النفسِ بين البأسِ والأدبِ
- فإنْ يقلْ فزيادٌ غيرُ مستمعٍ
- و إن يحاربْ دعا النعمانُ بالحربِ
- راعي اللّيالي بأطرافِ الخُطوبِ كما
- أجادَ دفعَ الخطوبِ السودِ بالخُطَبِ
- لم يبقِ صولك عزَّ الملكِ في عجمٍ
- ولا بيانُكَ فضلَ القولِ في عربِ
- إذا طغى بحرهُ يومَ الهياجِ ترى
- عداهُ أقصرَ أعماراً من الحببِ
- تُشَبُّ نارُ العُلى مِنهُ على عَلَمٍ
- وينتهي شبهها مِنهُ إلى قُطُبِ
- وضوء سِيرَتهِ نورٌ بِلا لهبِ
- لو شاء بالسعدِ ردَّ السهمَ في لطفٍ
- من المروقِ ونالَ النجم من كثبِ
- لا تبغِ للناسِ مثلاً للرئيسِ أبي
- يحيى فليس يُقاس الصُّفْرُ بالذهبِ
- لو لم يرجحهُ فضلُ الحلمِ طار به
- توقدُ الذهنِ في الأفلاكِ والشهبِ
- أغرُّ ينظرُ طرفُ المجدِ عن صورٍ
- منه ويضحكُ سنُّ الدهرِ عن شنبِ
- عفٌّ ترنحُ منه أريحيتهُ
- معاطفاً لم تُرَنّحْها ابنة ُ العِنَبِ
- حمى الهدى وأباحَ الرفدَ سائلهُ
- فالدِّينُ في حَرَمٍ والمالُ في حَرَبِ
- تنبيكَ عن سرّ جدواهُ طلاقتهُ
- كالبرقِ يخبرُ عن فيضِ الحيا السربِ
- شمسٌ لمسترشدٍ، ظلٌّ لملتجىء
- عتبٌ لمستعتبٍ، أمنٌ لذي رَهَبِ
- معظَّمٌ كالغنى في عينِ ذي عَدَمٍ
- محبَّبٌ كالشّفا في نفس ذي وَصَبِ
- حوَى أقاصي الهُدى والجودِ في مَهَلٍ
- و غادر السحبَ والأقمارَ في تعبِ
- نَمّتْ أو انَ الصبا أخبار سُؤْدَدِهِ
- وأيُّ روضٍ مع الأطيارِ لم يَطبِ
- يعطي ولم تصدرِ الآمالُ عن عدة ٍ
- مِنْهُ، ولا وردَتْ منّا على طَلَبِ
- شذتْ به عن بني الدنيا محاسنهُ
- فعاشَ مستوطِناً فيهِمْ كمُغْتَرِبِ
- هذا الوداعُ وعِندي من حديثك ما
- مِنَ الغمامة ِ عند النَّوْرِ والعُشُبِ
- وامددْ يمينَكَ ألثُمْها وأُخبرُهُمْ
- أني لثمتُ الندى صدقاً بلا كذبِ
المزيد...
العصور الأدبيه