الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن سهل الأندلسي >> رحبْ بضيفِ الأنسِ قد أقبلا >>
قصائدابن سهل الأندلسي
- رحبْ بضيفِ الأنسِ قد أقبلا
- واجلُ دجى الهمِّ بشمس العقار
- و لا تسلْ دهرك عما جناهْ
- فما لَيالي العُمرِ إلاّ قصار
- عندي لأحداُ الليالي رحيقْ
- تردُّ في الشيخ ارتياحَ الشبابْ
- كأنما في الكاسِ منها حريقْ
- و في يدِ الشاربِ منها خضابْ
- و حقها ما هيَ إلاّ عقيقْ
- أجريتُ أنفاسيَ فيهِ فذابْ
- فاجنِ المنى بينَ الطلى والطلا
- واقدحْ على الأقداح منها شرار
- وقُلْ لناهٍ ضلَّ عَنْهُ نُهاهْ
- كَفى الصِّبا عُذراً لخلعِ العِذار
- ولَيْلة ٍ مسودَّة ِ المفرِقِ
- مَدَّتْ على وجهِ الضُّحى أَطنبه
- واللّيْلُ هادي السربِ لا يتَّقي
- والصبحُ قَدْ نامَ فَلمّا انتبه
- أرسل بالفجرِ إلى المشرقِ
- فارْتَفَعَتْ رايتُهُ المذهَبه
- وانتَبَهَتْ للشُّهبِ تلكَ الحلى
- و فاضَ في الأفاقِ نهرُ النهار
- مثلَ أبي العيش تجلى سناهْ
- في مظلمِ الخطبِ فجلى الغمار
- يا مشرفاً يرجى كما يتقى
- يا مُنقِذ الغرقى وآسي الجراحْ
- أحللتَ من قلبكَ حُبَّ البَقا
- منزلة َ المالِ بأيدي الشحاحْ
- والشكرُ أضحى حُسنُهُ مورقا
- لما سقاهُ منك ماءُ السماحْ
- كَمْ مِعصمٍ للمجدِ قَدْ عُطِّلا
- فصغتَ من حمدكَ فيهِ سوار
- و كمْ ثناءٍ قدْ توانتْ خطاهْ
- كسوتهُ ريشَ الأيادي فطار
- فجِّرْ على الطرسِ صحيحاً عليلْ
- مؤلّفاً بَيْنَ الدُّجَى والسّنا
- كالصخرة ِ الصماءِ لكنْ يسيلْ
- ريقاً كريق النَّحلِ عذب الجنى
- عجبتُ منهُ من قصيرٍ طويلْ
- وذي ذبولٍ مثمرٍ بالمُنى
- هامَ صغيراً في طلابِ العلا
- حتى علتهُ رقة ٌ واصفرار
- وإنّما الرقَّة ُ أسنى حلاهْ
- لَيْس الضنى عيباً لبِيض الشِّفار
- ما الدهرُ في التحقيقِ إلا هجيرْ
- و أنتَ ظلٌّ منهث للائذينْ
- ما زلتَ في المجدِ قليلَ النظيرْ
- مكثّرَ العافِينَ والحاسِدينْ
- فاحبسْ على الجودِ لواءَ الأميرْ
- سيفاً وخذْ رايته باليمينْ
- دمْ لمنِ استرشدَ أو أقللا
- أعْذَبَ مَوْرُودٍ وأهْدَى مَنار
- و لا يزلْ مجدكَ تفري ظباه
- وجُرْحُها عِنْدَ اللّيالي جُبار
المزيد...
العصور الأدبيه