الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن سهل الأندلسي >> بأبي جفونُ معذبي وجفوني >>
قصائدابن سهل الأندلسي
- بأبي جفونُ معذبي وجفوني
- فَهِيَ التي جَلَبتْ إليَّ مَنُوني
- ما كنتُ أحسَبُ أنَّ جفني قَبلها
- يقتادني من نظرة ٍ لفتونِ
- يا قاتلَ اللهُ العيونَ لأنها
- حكمتْ علينا بالهوى والهون
- ولقد كتَمتُ الحبَّ بَينَ جوانحي
- حتى تكلّمَ في دُموعِ شُؤوني
- هيهاتَ لا تخفى علاماتُ الهوى
- كاد المريبُ بأن يقولَ : خذوني
- وبمُهجَتي ألحاظُ ظَبية ِ وَجْرة ٍ
- حراسُ مسكنها أسودُ عرين
- سدوا عليَّ الطرقَ خوفَ طريقهم
- فالطّيفُ لا يَسري على تأمِين
- أوَما كَفاهُمْ مَنعُهمْ حتى رمَوا
- مِنها مُبَرَّأة ً برَحْمِ ظُنون
- و توهموا أنْ قد تعاطتْ قهوة ً
- لمّا رأوها تَنثني مِن لِين
- واستَفهمُوها: من سَقاكِ؟ وما درَوا
- ما استُودِعَتْ من مَبسِمٍ وجُفون
- ومِنَ العجائبِ أنهم قَدْ عرَّضُوا
- بي للفتونِ وبعده عذلوني
- خدعوا فؤادي بالوصالِ وعندما
- شَبُّوا الهوى في أضلُعي هَجروني
- لو لم يريدوا قتلتي لم يُطعموا
- في القربِ قلبَ متيمٍ مفتون
- لم يرحموني حين حان فِراقُهم
- ما ضرَّهُمْ لَوْ أنهم رَحِموني
- ومِنَ العَجائبِ أن تَعجّبَ عاذلي
- مِن أن يَطولَ تشوُّقي وحنيني
- يا عاذلي ذرني وقلبي والهوى
- أأعَرتني قلباً لحملِ شُجوني
- يا ظبية ً تلوي ديوني في الهوى
- كَيفَ السبيلُ إلى اقتضاء دُيوني
- بيني وبينكِ حين تأخذُ ثارها
- مرضى قلوبٍ من مراضِ جفونِ
- ما كان ضَرَّكِ يا شقيقة َ مُهجتي
- أن لو بَعثتِ تحيّة ً تُحْيِيني
- زكيجمالاً أنتِ فيه غنية ٌ
- و تصدقي منهُ على المسكين
- مني عليَّ ولوْ بطيفٍ طارقٍ
- ما قَلَّ يَكثُرُ من نَوالِ ضنين
- ما كنتُ أحسَبُ قبل حُبّك أن أرى
- في غيرِ دارِ الخلدِ حورَ العين
- قَسَماً بحُسنكِ ما بَصُرتُ بمثلِهِ
- في العالمينَ شهادة ً بيمين
المزيد...
العصور الأدبيه