الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن سهل الأندلسي >> أهدى التلاقي صُبْحَ وجهك مُسْفِرا >>
قصائدابن سهل الأندلسي
أهدى التلاقي صُبْحَ وجهك مُسْفِرا
ابن سهل الأندلسي
- أهدى التلاقي صُبْحَ وجهك مُسْفِرا
- فحمدتُ عند الصبحِ عاقبة َ السرى
- اللَّهُ أكبرُ قد رأيتُ بكَ الذي
- يلقاهُ كلُّ مكبرٍ إن كبرا
- أمنية ٌ كم أبطأتْ لكنْ حلتْ
- كالنخلِ طابَ قطافُهُ وتأخّرا
- ما ضرّني مَعْ رؤية ِ الحسنِ الرضى
- أني أفارقُ موطناً أو مَعْشَرا
- إذ أفقهُ كلُّ البلادِ وعصرهُ
- كلُّ الزمانِ وشخصُهُ كلُّ الورى
- دارُ المكارمِ والمناسكِ دارهُ
- فتوخَّ فيها مشرعاً أو معشرا
- دارٌ ترى درَّ الثناء منظماً
- فيها ودرَّ المكرماتِ منثرا
- إحسانُهُ مُتَيَقِّظٌ لِعُفَاتِهِ
- ومن العلا الكرم الأكدرا كذا
- تأميلُهُ نورٌ لقاصِدِ بابهِ
- فتظنُّ مَنْ يسري إليه مُهَجِّرا
- يلقَى ذوي الحاجاتِ مسروراً بهم
- فَكأنَّ سائِلَهُ أتاهُ مبشِّرا
- يَرْضَى الكفافَ تُقًى مِنَ الدنيا ولا
- يرضى الكفافَ إذ تلمَّسَ مَفْخَرا
- لم أدرِ قَبلَ سماحِهِ وبيانِهِ
- أنَّ الفراتَ العذبَ يُعطي الجوهرا
- يا أهلَ سبتة ٍ اشكروا آثارهُ
- إنَّ المواهبَ قَيْدُها أن تُشكرا
- هوَ بينكمْ سرُّ الهدى لكنهُ
- لجلالهِ السرُّ الذي لنْ يسترا
- هو فوقكمْ للأمنِ ظلٌّ سابغٌ
- لو أنَّ ظلاًّ قدْ أضاءَ ونورا
- ما كلُّ ذي مجدٍ رأيتمْ قبلهُ
- إلا العجالة َ سبقتْ قبلَ القرى
- أغناكمُ وأزال رجساً عنكُمُ
- كاغيثِ أخصبَ حيثُ حلَّ وطهرا
- فالأُسْدُ من صولاتِهِ مذعورة ٌ
- والطيرُ من تأمينهِ لَن تُذْعَرا
- فهوَ الذي سفك الهباتِ مؤملاً
- وهوَ الذي حَقَنَ الدماءَ مدبِّرا
- فكسانيَ الآمال غيثاً أخضراً
- و كفى بني الأوجالِ موتاً أحمرا
- استخلصَ ابنُ خلاصٍ الهمَمَ التي
- بلغَ السماءَ بها ويبغي مظهرا
- ملءُ المَسامِعِ منطقاً، ملءُ الجوا
- نحِ هيبة ً ، ملءُ النواظرِ منظرا
- لو أنَّ عِند النجمِ بَعضَ خلالِهِ
- ما كان في رأي العيون ليصغرا
- لما تكررَ كلَّ حينٍ حمدهُ
- نسيَ الورى ثقلَ الحديثِ مكررا
- سهلتْ لهُ طرقُ العلا فتخالهُ
- مهما ارتقى في صعبها متحدرا
- فردٌ تصدقُ من عجائبِ مجدهِ
- ما في المسالكِ والممالكِ سطرا
- ما إن يزالُ لما أنال من اللُّها
- مُتَناسِياً ولِوَعْدِهِ مُتَذكِّرا
- يا كعبة ً للمجدِ طافَ محلقاً
- مجدُ السماك بها فعادَ مقصرا
- أطْوَادُ عزٍّ فَوْقَ أنْجَد نائلٍ
- و كأنما بركانها نارُ القرى
- يا رحمة ً بالغربِ شاملة ً بدتْ
- فِيهِ أعمَّ من النهارِ وأشْهَرا
- حمصُ التي تدعوك : جهزْ دعوة
- لغياثها إنْ لَمْ تجهّزْ عَسكَرا
- قد شمتُ بهجتَها مولّية ً على
- حرفٍ كما زار النسيبُ معذرا
- حُفّتْ مَصانِعُها الأنيقة ُ بالعدا
- فترى بساحة ِ كلِّ قصرٍ قيصرا
- ما تعدمُ النظراتُ حسناً مقبلاً
- منها ولا الحسراتُ حظاً مدبرا
- نفسي قد اختارتْ جواركَ عودة ً
- فلترحمِ المتحيرَ المتخيرا
- إنْ ضلَّ غيرك وهوَ أكثرُ ناصراً
- ونهضتَ للإسلامِ وحدكَ مُظْهرا
- فالبحرُ لا يروي بكثرة ِ مائهِ
- ظمأً ورُبَّ غمامة ٍ تُحيي الثرى
- كم غبتُ عنك وحُسنُ صُنعك لم يزل
- عندي عبيراً حيثُ كنتَ وعنبرا
- و النبتُ عن لقيا الغمامِ بمعزلٍ
- ويبيتُ يشربُ صَوْبَه المستغزرا
- تنأى وتدنو والتفاتك واحدٌ
- كالفعلِ يعملُ ظاهراً ومقدرا
- لم أدرِ قبل فراقكُمْ أنَّ العُلا
- أيضاً تسومُ محبَّها أنْ يَسْهَرا
- كَفّاكَ تُقْتُ إليهما وأراهُما
- لعلاجِ سُقمي زمزماً والكوثرا
- فامْدُدْ أُقبّلْ ثمَّ أحلفُ أنّني
- قبلتُ في الأرضِ السحابَ الممطرا
المزيد...
العصور الأدبيه