الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن زيدون >> سلِ المعشرَ الأعداءَ إنْ رمتَ صرفَهم >>
قصائدابن زيدون
سلِ المعشرَ الأعداءَ إنْ رمتَ صرفَهم
ابن زيدون
- سلِ المعشرَ الأعداءَ إنْ رمتَ صرفَهم
- عن القصدِ، إنْ أعياكَ منهُ مرامُ
- أتوكَ كآسادِ الشّرَى فرددْتَهُمْ،
- كما أجْفَلَتْ، وَسْطَ الفَلاة ِ، نَعامُ
- مَضَوْا يَسألُونَ النّاسَ عَمّا وَراءَهمْ
- فيُخبرُهُمْ، بالمُبكِياتِ، عِصَامُ
- وَمَا ضَاقَ عَنهُمْ جانبُ العُذرِ، إنّهُمْ
- كَمِثْلِ القَطا، لو يُترَكونَ لنَاموا
- فداءٌ، لباديسَ، النّفوسُ، وجاده
- من الشّكرِ، في أُفْقِ الوَفاء، غَمامُ
- فما لحقَتْ، تلكَ العهودَ، ملامة ٌ؛
- ولا ذُمّ، من ذاكَ الحِفَاظِ، ذِمامُ
- ومِثلُكَ وَالى مِثلَهُ، فتصافَيا،
- كمَا صافَتِ، الماءَ القراحَ، مدامُ
- رسيلُكَ، في شأوِ المعالي، كلاكُما
- بعيدُ المدى ، صعبُ الهمومِ، هُمامُ
- لعمرِي! لقد أحْظَيتَهُ بوِفَادَة ٍ
- لأسْنى كريمٍ، أنجبَتْهُ كرامُ
- فما انفكّ إلاّ عدلَ نفسكَ إنْ يسِرْ
- فللجسمِ لا للنّفسِ منكَ مقامُ
- حُسامُكَ مَهْمَا تَخترِطْهُ لِمِثْلها،
- فقلّ غناءُ السّيْفِ، حينَ يشامُ
المزيد...
العصور الأدبيه