الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن زمرك >> وكم من لواء في الفتوح نشرته >>
قصائدابن زمرك
وكم من لواء في الفتوح نشرته
ابن زمرك
- وكم من لواء في الفتوح نشرته
- وللرعب جيش دونه يتقدم
- فقل لملوك الأرض دونكم فقد
- أعلم ما لا زال بالنصر يعلم
- تسامت به للنصر أشرف ذمة
- لها من رسول الله عهد مكرم
- وكم من جهاد قد أقمت فروضه
- يزار به البيت العتيق وزمزم
- وكم عزمة جردت منها إلى العدا
- حساما به داء الضلالة يحسم
- وكم بيت مال في الجهاد بذلته
- وأقرضت منه الله ما الله يعلم
- وكم ليلة قد جئت فيها بليلة
- من النقع فيها للأسنة أنجم
- سهرت بها والله يكتب أجرها
- تؤمن فيها الخلق والخلق نوم
- وفوقك من سعد لواء مشهر
- ودونك من عزم حسام مصمم
- إذا أنت جهزت الجياد لغارة
- فإن صباح الحي أغبر أقتم
- فمن أشهب مهما يكر رأيته
- صباحا بليل النقع لا يتكتم
- وأحمر قد أذكى به البأس جذوة
- إذا ابتل عطفا في الوغى يتضرم
- وأشقر أعدى البرق لونا وسرعة
- ولكن له دون البروق التقدم
- واصفر في لون العشي وذيله
- ولون الذي بعد العشية يعلم
- وأدهم مثل الليل والبدر غرة
- وبالشهب في حلي المقلد ملجم
- واشهب كالقرطاس قد خط صفحه
- كتاب من النصر المؤزر محكم
- ورب جلاد في جدال سطرته
- يراع القنا فيه تخط وترسم
- وقام خطيب السيف فوق رؤوسهم
- فأعجب منه أعجم يتكلم
- فكم من رؤوس عن جسوم أزالها
- فأثكل منها كل باغ يجسم
- وزرق عيون للأسنة قد بكت
- ولا دمع إلا ما أسيل به الدم
- ونهر حسام كلما أغرق العدا
- تلقتهم منه سريعا جهنم
- فأصليت عباد المسيح من الوغى
- سعيرا به يرضى المسيح ومريم
- أبر من التثليث بالله وحده
- فمن يعتصم بالله فالله يعصم
- ونبه سيوفا ماضيات على العدا
- وخل جفون المرهفات تهوم
- ولله من شهر الصيام مودع
- على كل محتوم السعادة يكرم
- تنزل فيه الذكر من عند ربنا
- فيبدأ بالذكر الجميل ويختم
- ولله فيه من ليال منيرة
- اضاء بنور الوحي منهن مظلم
- وصابت سحاب الدمع يمحى بمائها
- من الصحف أوزار تخط ومأثم
- ولله فيه ليلة القدر قد غدت
- على الف شهر في الثواب تقدم
- تبيت بها حتى الصباح بإذنه
- ملائكة السبع الطباق تسلم
- وبشرى بعيد الفطر ايمن قادم
- عليك بمجموع البشائر يقدم
- جعلت قراه سنة نبوية
- لها في شعار الدين قدر معظم
- وفي دعوات للإله رفعتها
- تسدد منها للإجابة اسهم
- وفي كل يمن من محياك قرة
- وفي كل كف من نوالك أنعم
- إذا أنت لم تفخر بما أنت أهله
- فلا ابصر المصباح من يتوسم
- فما مهد الإسلام غير خليفة
- على عطفه در المحامد ينظم
- ولسن بيوتا بل قصورا مشيدة
- تطل على أوج العلا وتخيم
- وما ضرها أن قد تأخر عهدها
- إذا طال مبناها الذين تقدموا
- وإذ أنت مولاها وعامر ربعها
- فكل فخار تدعيه مسلم
- أنا العبد قد أسكنته جنة الرضا
- فلا زلت فيها خالدا تتنعم
- ولا زلت في الأعياد ساجع روضها
- إذا احتفلت أشرافها أترنم
- بقيت متى يبل الزمان تجده
- وفي كل يوم منك عيد وموسم
- ودمت لألف مثله في سعادة
- يذل بها باغ ويعتز مسلم
- ولما رأيت الفخر جهد مقصر
- وأنك أعلى من مديحي وأعظم
- ختمت ثنائي بالدعاء وها أنا
- أقلب في كف الندى وأسلم
المزيد...
العصور الأدبيه