الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن زمرك >> نفسي الفداء لشادن مهما خطر >>
قصائدابن زمرك
نفسي الفداء لشادن مهما خطر
ابن زمرك
- نفسي الفداء لشادن مهما خطر
- فالقلب من سهم الجفون على خطر
- فضح الغزالة والأقاحة والقنا
- مهما تثنى أو تبسم أو نظر
- عجبا لليل ذوائب من شعره
- والوجه يسفر عن صباح قد سفر
- عجبا بعقد الثغر منه منظما
- والعقد من دمعي عليه قد انتثر
- ما رمت أن أجني الاقاح بثغره
- إلا وقد سل السيوف من الحور
- لم أنسه ليل ارتقاب هلاله
- والقلب من شك الظهور على غرر
- بتنا نراقبه بأول ليلة
- فإذا به قد لاح في نصف الشهر
- طالعته في روضة كخلاله
- والطيب من هذي وتلك قد اشتهر
- وكلاهما يبدي محاسن جمة
- ملء التنسم والمسامع والبصر
- والكأس تطلع شمسها في خده
- فتكاد تعشي بالأشعة والنظر
- نورية كجبينة وكلاهما
- يجلو ظلام الليل بالوجه الأغر
- هي نسخة للشيخ فيها نسبة
- ما إن يزالا يرعشان من الكبر
- أفرغت في جشم الزجاجة روحها
- فرايت روح الأنس فيها قد بهر
- لا تسق غير الروض فضلة كاسها
- فالغصن في ذيل الأزاهر قد عثر
- ما هب خفاق النسيم مع السحر
- إلا وقد شاق النفوس وقد سحر
- ناجى القلوب الخافقات كمثله
- ووشى بما تخفى الكمام مع الزهر
- وروى عن الضحاك عن زهر الربى
- ما أسند الزهري عنه عن مطر
- وتحملت عنه حديث صحيحه
- رسل النسيم وصدق الخبر الخبر
- يا قصر شنيل وربعك آهل
- والروض منك على الجمال قد اقتصر
- لله بحرك والصبا قد سردت
- منه دروعا تحت أعلام الشجر
- والآس حف غداره من حوله
- عن كل من يهوى العذار قد اعتذر
- قبل بثغر الزهر كف خليفة
- يغنيك صوب الجود منه عن المطر
- وافرش خدود الورد تحت نعاله
- واجعل بها لون المضاعف عن خفر
- وانظم غناء الطير فيه مدائحا
- وانثر من الزهر الدراهم والدرر
- المنتقى من جوهر الشرف الذي
- في مدحه قد أنزلت آي السور
- والمجتبى من عنصر النور الذي
- في مطلع الهدى المقدس قد ظهر
- ذو سطوة مهما كفى ذو رحمة
- مهما عفا ذو عفة مهما قدر
- كم سائل للدهر اقسم قائلا
- والله ما أيامه إلا غرر
- مولاي سعدك كالمهند في الوغى
- لم يبق من رسم الضلال ولم يذر
- مولاي وجهك والصباح تشابها
- وكلاهما في الخافقين قد اشتهر
- إن الملوك كواكب أخفيتها
- وطلعت وحدك في مظاهرها قمر
- في كل يوم من زمانك موسم
- في طيه للخلق أعياد كبر
- فاستقبل الأيام يندى روضها
- ويرف والنصر العزيز له ثمر
- قد ذهبت منها العشايا ضعف ما
- قد فضضت منها المحاسن في السحر
- يا ابن الذين إذا تعد خلالهم
- نفد الحساب وأعجزت منها القدر
- إن اوردوا هيم السيوف غدائرا
- مصقولة فلطالما حمدوا الصدر
- سائل ببدر عنهم بدر الهدى
- فبهم على حزب الضلال قد انتصر
- واسأل مواقفهم بكل مشهر
- واقر المغازي في الصحيح وفي السير
- تجد الثناء ببأسهم وبجودهم
- في مصحف الوحى المنزل مستطر
- فبمثل هديك فلتنر شمس الضحى
- وبمثل قومك فليفاخر من فخر
- ماذا أقول وكل وصف معجز
- والقول فيك مع الإطالة مختصر
- تلك المناقب كالثواقب في العلا
- من رامها بالحصر أدركه الحصر
- إن غاب عبدك عن حماك فإنه
- بالقلب في تلك المشاهد قد حضر
- فاذكره إن الذكر منك سعادة
- وبها على كل الأنام قد افتخر
- ورضاك عنه غاية ما بعدها
- إلا رضى الله الذي ابتدع البشر
- فاشكر صنيع الله فيك فإنه
- سبحانه ضن المزيد لمن شكر
- وعليك من روح الإله تحية
- تهفو إليك مع الأصائل والبكر
المزيد...
العصور الأدبيه