الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن زمرك >> ضريح أمير المسلمين محمد >>
قصائدابن زمرك
ضريح أمير المسلمين محمد
ابن زمرك
- ضريح أمير المسلمين محمد
- يخصك ربي بالسلام المردد
- وحيتك من روح الإله تحية
- مع الملأ الأعلى تروح وتغتدي
- وشقت جيوب الزهر فيك كمائم
- يرف بها الريحان عن خضل ندي
- وصابت من الرحمى عليك غمائم
- تروي ثرى هذا الضريح المنجد
- وزارتك من حور الجنان أوانس
- نواعم في كل النعيم المخلد
- وجاءتك بالبشرى ملائكة الرضى
- كما جاء في الذكر الحكيم الممجد
- وصافح منك الروض أطيب تربة
- وعاهد منك المزن أكرم معهد
- رضى الله والصفح الجميل وعفوه
- يوالي على ذاك الصفيح المنضد
- ويا صدفا قد فاز من جوهر العلا
- بكل نفيس بالنفاسة مفرد
- أعندك أن العلم والحلم والحجى
- وزهر الحلى قد أدرجت طي ملحد
- وهل أنت إلا هالة القمر الذي
- بنور هداه الشهب تهدي وتهتدي
- ويا عجبا من ذلك الترب كيف لا
- يفيض ببحر للسماحة مزبد
- لقد ضاقت الأكوان وهي رحيبة
- بما حزت من فخر عظيم وسؤدد
- قدمت على الرحمن أكرم مقدم
- وزودت من رحماه خير مزود
- اقام بك المولى الإمام محمد
- مؤمل فوز بالشفيع محمد
- فجاء كما ترضى وترضى به العلا
- وأنجز للأمال أكرم موعد
- ومد ظلال العدل في كل وجهة
- وكف أكف البغي من كل معتد
- وقام بمفروض الجهاد عن الورى
- وعود دين الله خير معود
- قضى بعدما قضى الخلافة حقها
- وعامل وجه الله في كل مقصد
- وفتح بالسيف الممالك عنوة
- ومدت له أملاكها كف مجتد
- وكسر تمثال الصليب وأخرست
- نواقيس كانت للضلال بمرصد
- وطهر محرابا وجدد منبرا
- وأعلن ذكر الله في كل مسجد
- ودانت له الأملاك شرقا ومغربا
- وكلهم ألقى له الملك باليد
- وطبق معمور البسيطة ذكره
- وسارت به الركبان في كل فدفد
- وسافر عن دار الفناء ليجتلي
- بما قدم اليوم السعادة في غد
- وقام بأمر الله حق قيامه
- بعزمه لا وأن ولا متردد
- لئن سار للرحمن خير مودع
- وحل من الفردوس اشرف مقعد
- فقد خلف المولى الخليفة يوسفا
- يعيد له غر المساعي ويبتدي
- سبيلك في سبل المكارم يقتفي
- وهديك يا خير الأئمة يقتدي
- محمد جلى الخطب من بعد يوسف
- ويوسف جل الخطب بعد محمد
- ولو وجد الناس الفداء مسوغا
- فداك ببذل النفس كل موحد
- ستبكيك ارض كنت غيث بلادها
- وتبكيك حتى الشهب في كل مشهد
- وتبكي عليك السحب ملء جفونها
- بدمع يروي غلة المجدب الصدي
- وتلبس فيك النيرات ظلامها حدادا
- ويذكي النجم جفن مسهد
- وما هي إلا أعين قد تسهدت
- فكحلها نجم الظلام بإثمد
- فلا زلت في ظل النعيم مخلدا
- ونجلك يحيا بالبقاء المخلد
- وأوردك الرحمن حوض نبيه
- واصدر من خلفت عن خير مورد
- عليك سلام مثل حمدك عاطر
- يفض ختام المسك عن تربك الندي
- وصلى على المختار من آل هاشم
- صلاة بها نرجو الشفاعة في غد
المزيد...
العصور الأدبيه