الأدب العربى >> الشعر >> العصر الأندلسى >> ابن زمرك >> ذروني فإني بالعلاء خبير >>
قصائدابن زمرك
ذروني فإني بالعلاء خبير
ابن زمرك
- ذروني فإني بالعلاء خبير
- اسير فإن النيرات تسير
- فكم بت أطوي الليل في طلب العلا
- كأني إلى نجم السماء سفير
- بعزم إذا ما الليل مد رواقه
- يكر على ظلمائه فينير
- أخو كلف بالمجد لا يستفزه
- مهاد إذا جن الظلام وثير
- إذا ما طوى يوما على السر كشحه
- فليس له حتى الممات نشور
- وإني وإن كنت الممنع جاره
- لتسبي فؤادي أعين وثغور
- وما تعتريني فترة في مدى العلا
- إلى أن أرى لحظا عليه فتور
- وفي السرب من نجد تعلقت ظبية
- تصول على ألبابنا وتغير
- وتمنع ميسور الكلام أخا الهدى
- وتبخل حتى بالخيال يزور
- أسكان نجد جادها واكف الحيا
- هواكم بقلبي منجد ومغير
- ويا ساكنا بالأجرع الفرد من منى
- وأيسر حظ من رضاك كثير
- ذكرتك فوق البحر والبعد بيننا
- فمدته من فيض الدموع بحور
- وأومض خفاق الذؤابة بارق
- فطارت بقلبي أنة وزفير
- ويهفو فؤادي كلما هبت الصبا
- أما لفؤادي في هواك نصير
- ووالله ما أدري أذكرك هزني
- أم الكأس ما بين الخيام تدور
- فمن مبلغ عني النوى ما يسوءها
- وللبين حكم يعتدى ويجور
- بأنا غدا أو بعده سوف نلتقي
- ونمسي ومنا زائر ومزور
- إلى كم أرى أكني ووجدي مصرح
- وأخفي اسم من أهواه وهو شهير
- أمنجد آمالي ومغلي كاسدي
- ومصدر جاهي والحديث كثير
- أأنسى ولا أنسى مجالسك التي
- بها تلتقيني نضرة وسرور
- نزورك في جنح الظلام وننثني
- وبين يدينا من حديثك نور
- على أنني إن غبت عنك فلم تغب
- لطائف لم يحجب لهن سفور
- نروح ونغدو كل يوم وعندها
- رواح علينا دائم وبكور
- فظلك فوقي حيثما كنت وارف
- ومورد آمالي لديك نمير
- وعذرا فإني إن أطلت فإنما
- قصاراي من بعد البيان قصور
المزيد...
العصور الأدبيه